الفنون

القصرين: عرض مسرحية”كنترا” في مركز الفنون الدرامية

فرغم أن الانتاج المسرحي يعد مغامرة لا أحد يمكن أن يتكهن بنتائجها إلا أن مجموعة الطيب الملايكي المسرحية أمنت بقدراتها وأصرت على خوض هذه التجربة فرغم ان مركز الفنون الدرامية لا يزال في بداياته كان الإصرار ورفع التحدي الرافد الوحيد لإنتاج هذا العمل المسرحي الذي يتناول بجرأة أحد الملفات الساخنة والمتعلق بموضوع التهريب أو ما يعرف باللغة العامية “الكنترا” .

هذه الآفة التي تعاني منها بلادنا وبصفة فاضحة بعد ثورة الرابع عشر من جانفي، حيث كان الولوج إلى سراديب هذا العالم الإجرامي الذي ينخر اقتصاد بلادنا، واتخذ منه البعض مورد رزق في ظل تفاقم أزمة البطالة، كما اتخذ البعض الأخر من “الكنترا” مصدرا للثراء الفاحش، رغم ما يلحقه التهريب من أضرار فادحة بالاقتصاد الوطني، حيث ازدهرت الأسواق الموازية، التي اكتسحتها البضائع المهربة وأيضا بالمنظومة الأمنية، إذ تجاوزت عمليات التهريب البضائع التقليدية إلى نقل وبيع الأسلحة، ودعم الإرهاب، والمنظومة الاجتماعية والصحية، بتهريب وترويج المخدرات.

كما يكشف هذا العمل المسرحي تعدد القنوات والشبكات المختصة في التهريب، والتي تنشط تحت عديد المسميات والأغطية وبدعم من أطراف نافذة كل في مجاله، من أجل تحقيق منافع ذاتية على حساب امن وسلامة الوطن والمواطن لتبقى “الكنترا” التي اصبحت اليوم شبه عصية على ايجاد الحلول للقضاء عليها، وايقاف هذه المكينة التي حصدت عشرات الارواح البشرية، وتطورت لتصبح في شكل مافيا تحمي انشطتها بالسلاح، وتتصدى للحملات الامنية والعسكرية في وضح النهار لتضعنا هذه المسرحية امام خيار وحيد وهو الحد من نزيف “الكنترا” والتصدي لهذه الظواهر التي بلغت مرحلة الاجرام وتهديد امن وسلامة الوطن والمواطن .

يشار انه في اطار البرمجة الرمضانية لقطب المسرح والفنون الركحية بمدينة الثقافة تم تقديم هذه المسرحية في عرضها الأول يوم 4 جوان الجاري بمسرح الجهات بمدينة الثقافة بالعاصمة .

حيث تفاعل الحضور مع هذا المنتج الفني الذي انطفأت خلال عرضه الأضواء وانخفتت الأصوات لتسمع فقط حركة خفيفة على الركح ثم تمتزج الأضواء بحركة الأجساد التي أضفت روحا على المسرح وسط ديكور خفيف هو عبارة عن بكرات آلات أو”ماكينات”.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق