منبرالراي

العلاقات التونسية القطرية بين المؤيد والمعارض:نموذجية وإستراتيجيةأم”براغماتية “نفعية

باتت العلاقات التونسية القطرية  تتطور في كل المجالات لاسيما في الاقتصاد فهي من الدول الداعمة لتونس في جل أزماتها طيلة السنوات العشرالأخيرة لتعزيز الشراكة الثنائية بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون بما يعزز حجم التبادل التجاري بين الدولتين  حيث تمكنت من ضخ مليارات الدولارات كاستثمارات أو بالاستحواذ على شركات تونسية تعمل في قطاعات حساسة مثل الاتصالات والمصارف والطاقة.

من هنا  أردنا  أن ننطلق من استطلاع رأي لمعرفة العلاقات التونسية القطرية هل هي داعمة لتونس أم هي تدخل  في الشؤون الاقتصادية للسيطرة أو بالأحرى هل تعتبر دولة قطر صديقة  لتونس ولماذا؟ 

كانت في قراءة التونسيين أجوبة متنوعة ،تراوحت بين الرفض والقبول للعلاقات الثنائية التي تجمع بين دولة قطر والجمهورية التونسية.

حيث أكد الناشط  الحقوقي  زين الدين حميدي أن علاقات الصداقة بين البلدين هي علاقة مصالح حيث كانت قطر أول دولة عربية تقف إلى جانب الجمهورية التونسية في المرحلة الانتقالية التي مرت بها خلال ثورة 14جانفي/ يناير 2011، الأمر الذي عمق علاقات التعاون بين الدولتين في أصعب المواقف لان الشعب التونسي وقتها خرج من الأفكار التجمعية ليبني أفكار ديمقراطية ثورية “وهو ما يفسر أهمية العلاقات التي تجمع البلدين منذ الأزل فرغم اختلاف الرؤى والأفكار تبقى أشياء مشتركة بينهما تكون الرابط في تعميق أواصر الأخوة وهو نموذج للشراكة القائمة على التضامن والفرص المشتركة”

وقال منصف كريمي إعلامي وناشط جمعياتي وكاتب “من المعلوم إن العلاقات الدولية ضرورية ضمانا للسلم العالمي وهو ما ينهل من روح الديانات، ولكن اليوم أصبحت هذه العلاقات تحكمها مصالح الدول والمرتبطة بطبعها بالأجندات السياسية وفي هذا الإطار تنصهر علاقة تونس بقطر وهي علاقة ممتدّة في عمق تاريخ الدولتين ولكن بعد ما يسمّى “الربيع الثوري” أضحت هذه العلاقة محل جدال سياسي كبير قد يؤثّر على ما بين الدولتين من اتفاقيات ومن الضروري عدم ربط السياسي بالاقتصادي حتى لا تشوب هذه العلاقة أي شكّ قد يمسّ من مصلحتيهما المشتركة خصوصا وان قطر أضحت اليوم قطب اقتصادي عربي مؤثّر وتونس في حاجة إلى مقاربة تشاركية وتعاون مع الدول العربية في إطار الاستثمار المشترك كبديل لشروط صندوق النقد الدولي في ظل أزمات اقتصادية واجتماعية تعيشها بلادنا في الظرف الحالي مع ضرورة محافظتها على المكتسبات الوطني والقرار السيادي وحمايتها الخاصة للاستثمار كما من الضروري تجاوز الجدال الإيديولوجي في المقاربات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بما يمكّن من فكّ شفرة البطالة المجحفة في بلادنا مع ضرورة الندية في التعامل بين البلدين بعيدا عن أي معاملة تمييزية أو تبعية مقيتة وهالكة قد تمسّ من استقلالية القرار وفي هذا الإطار المقترح الاستئناس برأي الخبراء الاقتصاديين حول الاتفاقيات بين البلدين قبل عرضها على مجلس نواب الشعب لما يكتسيه عمل هذا المنبر البرلمان من تسيسس وتجاذب سياسي .”

 وأشارت انتصار السامر موظفة  “تتسم العلاقة بين تونس وقطر بالعمق والتنوع بفضل الإرادة السياسية في البلدين، حيث يحرص البلدان على تعزيز هذه العلاقات الشعبية والارتقاء بها إلى أعلى المراحل. 

موقف الشعب التونسي خلال سنوات الحصاركان واضحا في إعلان مساندة دولة قطر حكومة وشعبا فهو يحترم الدور الذي لعبته قطر في دعم تونس في مرحلة صعبة، تمثلت في الانتقال الديمقراطي في تونس والتجربة السياسية الجديدة التي مرت بها.

الدعم القطري وفر فرصا تشغيلية للشباب 

أكد خيري شاعر تونسي  “أن تونس في حاجة إلى تطوير وتنمية العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية  خاصة بعد الأزمات التي عاشتها البلاد  بداية من معانات الفقر والبطالة وصولا إلى جائحة كورونا التي دمرت الاقتصاد نحن كشعب منهكا اقتصاديا لابد أن نبحث عن البديل وقطر هي متضامنة مع تونس وأنقضت مؤسسات على أبواب الإفلاس”.

” واعتبر أن مستقبل العلاقات التونسية القطرية جيد لأنه انبنى على إرادة حقيقية متبادلة  لتطوير الجانب الاقتصادي خاصة وان قطر تتصدر قائمة المستثمرين العرب في تونس “

يرى الخبير البيئي محمد الطاهر” التعاون بين تونس وقطر تعاون إنساني قبل أن يكون تعاون مصلحي لا ننس وقوف الشعب القطري إلى جانب تونس وبدورها تونس لم تنس هذا الموقف فكان لها رد فعل مشابه عندما رفضت الحصار على الدوحة من قبل دول الحصار، وتجسد هذا الرفض في أشكال متعددة منها ،هذا التضامن يؤكد مدى عمق العلاقات الإنسانية بين البلدين،لا ننس أيضا أن قطر ساهمت في  توفير فرص العمل للعديد من التونسيين  إلى جانب المساعدات المالية و مشاريع لفائدة الشباب من أجل إدماجهم في الحياة المهنية وخلق مواطن شغل”.

تونس تقدر الدور الإيجابي لقطر في دعم الانتقال الديمقراطي

من جهته  أكد لنا الأستاذ نصر الدين .س أستاذ تعليم عالي “أواصر الأخوة بينهم عمقت العلاقة الثنائية بين تونس وقطر ،صحيح إنها علاقات مصالح لكن هذا ساهم في تطور الاقتصاد التونسي الذي عرف أزمات متتالية  والتعاون القطري دافع وداعم للخروج من بوتقة الفقر والبطالة ،أنا كتونسي اقدر الدور الإيجابي لقطر في دعم الانتقال الديمقراطي ،فهي أصبحت وجهة محبذة لدى الإطارات والنخب المثقفة  التونسية، مقارنة بالفترات الماضية التي كانت فيها الوجهة التقليدية للكفاءات التونسية نحو أوروبا”.

بالإضافة أن اهتمام القطريين بتونس نابع من أن العلاقة بين الدولتين قبل الثورة  لم تكن جيدة نظرا للميول الإخوانية لقادتها وأيضا بسبب قناة الجزيرة، التي شكلت صداعا مزمنا للنظام السابق وهو ما دفعت بزين العابدين بن علي إلى سحب السفير عدة مرات، وصولا إلى قطع العلاقات مرتين في عامي 2006 و2008.”

وقال رزق الله بن مصدق أستاذ  في المدارس الثانوية”تونس وقفت في منطقة الحياد الايجابي إبان الحصار على قطر إلا إنها في كواليسها انتقدت ذلك الحصار واعتبرتهم مجحفا في حق قطر خاصة وانه في سابقة عربية وفي الذاكرة بان الدول العربية التي نقلت  جامعتها إلى تونس بعد اتفاقية كام ديفيد مع الكيان لم تقطع علاقتها الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية ولم يتم محاصرتها ،اعتقد أن قطر في تعاطيها السياسي مع تونس كان جيدا إلى حد كبير وساندت تونس في ثورتها في مختلف المجالات كما أن مجمل الاستثمارات القطرية لا تهدف في مراميها إلى موقف  سياسي “.

قطر خليفة الإسلام السياسي

أشارت سهام السلايمي صحافية ” كل المؤشرات تقول إن دولة قطر لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تكون صديقة لتونس بكل بساطة لان قطر حليفة الإسلام السياسي في كافة المنطقة العربية بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة بدورها للابن المدلل إسرائيل ومنذ أزمة الكويت وصولا إلى سنة 2010 تخدم قطر مصالح أمريكا وتلعب ورقة الإسلام السياسي في المنطقة ومنها ثورات ما سمي بالربيع العربي وتداعياتها على كل من منطقة المغرب العربي والدول المجاورة.”

“وباعتبار موضوعنا متعلق بجدية علاقة الصداقة بين تونس وقطر نقول انه في عالم السياسة ليس هناك مفهوم اسمه الصداقة إنما العلاقات بين الدول تحكمها المصالح وفكر لم تكن يوما صديقة لتونس

عكس ما يروجه حلفائها من الإخوان كحركة النهضة وأنصارها”

“إن قطر تخدم أجندة الإسلام السياسي وليس سرا فهي تعد مقر القيادة المركزية الأمريكية بالمنطقة من اجل تأليب الأنظمة العربية وباعتبار تصريح دونالد ترامب انه لا شيء سيتغير” بقاعدة العديد القطرية “فمعنى ذلك إن السيادة الحقيقة في قطر ومنطقة الخليج كافة ليست بيد حكامها إنما بيد الولايات المتحدة الأمريكية ومن البديهي إن أمريكا لا يهمها شأن الدول العربية ومنها تونس بل محور اهتمامها توسيع رقعة التحالف العربي أو تخالف الحكام العرب مع إسرائيل لا غير وهذا التحالف تقوده قطر وبذلك يستحيل أن تكون قطر صديقة لتونس بمعنى.”

التحالف الاقتصادي والأمني والسياسي بين تونس وقطر وبالدليل أثناء تدخل ميليشيات ليبية بالجنوب وتحديدا عملية بن قردان الشهيرة التي أحبطها بواسل جيشنا الوطني لم تساعدنا قطر بالتقارير المخابرتية إنما لعبت الشقيقة والأخت الكبرى الجزائر دائما الحليف والحصن المنيع لتونس.

“ولذلك أقول إن  قطرهي صديقة أمريكا وإسرائيل وليست صديقة لتونس كيف ذلك وهي توفر اكبر قاعدة أمريكية على أراضيها “قاعدة العديد “والتي تحتوي على اكبر مخزون من الذخيرة الحربية والأسلحة الأمريكية.”

من جهتها عبرت مرام بن سعيد  ناشطة في المجتمع المدني عن رأيها في العلاقات التونسية القطرية ” أن قطر تبحث دائما عن ايجاد موطئ قدم ثابت لها في تونس باتت تبحث عن حلولا جذرية لللسيطرة  وهوما دعمته في هباتها وقروضها واستحواذها على عديد المؤسسات بعد شرائها لأسهم فيها والقائمة تطول  فبعد أن فشلت في توظيف سيطرة حركة النهضة الإخوانية على الحكومة التونسية لبسط نفوذها، تتجه هذه المرة إلى المجال الرياضي .”

قطر دولة تربطها بتونس علاقات “براغماتية “نفعية

وأكدت لنا الصحافية هناء بن إبراهيم “حينما نتحدث عن دولة قطر وعلاقتها بتونس فنحن سنتجاوز لا محالة الشعارات الفضفاضة المتلخصة في “الدول الشقيقة “والعلاقات الدبلوماسية”وغيرها من الكلمات الرنانة التي رسخت في أذهان المتلقي عبر وسائل الإعلام المرئية منها والمسموعة والحقيقة هي أن قطر دولة تربطها بتونس علاقات “براغماتية “نفعية ولاشي غير ذلك.

كما أكد سامي .ح  عامل بشركة “أن حركة النهضة الإسلامية هي الراعي الرسمي للاتفاقيات الاقتصادية  لدولة قطر فهي تسعى دائما لدعمها ولا ننس ثورة الحزب الدستوري الحر الرافض للعلاقة التونسية القطرية.

بعد الاستطلاع  الذي جمع أراء بعض التونسيين بين مؤيد ورافض ومعارض للهيمنة  الاقتصادية القطرية في تونس  باعتبارها تحتل المرتبة الأولى في قائمة المستثمرين في البلاد يمكن أن نقول أن العلاقات بين الدول تقيمها وتحددها المعاملات التجارية والاتفاقيات التي توثق وتعمق الشراكة الاقتصادية دون التدخل في السيادة الوطنية لأنها خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها ،حيث تبقى العلاقات الإنسانية  من الثوابت التي تجمع بلداننا العربية .

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق