المجتمع المدنيالمنظماتدراسات وأبحاث

تقرير محتوى اليوم الدراسي لمركز حوار الحضارات والأديان المقارنة بسوسة :”مشاريع بينية إفريقية واعدة”

أنور جمعاوي

نظّم مركز البحوث والدراسات في حوار الحضارات والأديان المقارنة بسوسة يوم الخميس04 ماي2023يوما دراسيا بعنوان “مشاريع بينية إفريقية واعدة”، وأشرف عليه المدير العام للمركز الأستاذ الدكتور محمّد الشتيوي، ونسّق أعماله الأستاذ أنور جمعاوي وشارك فيه ثلّة من الباحثين قدّموا خمس محاضرات علمية مهمّة.

*          المحاضرة الأولى: مشاريع بيْنية واعدة في أجندة أفريقيا 2063 ـ الباحث: أنور جمعاوي ( مركز حوار الحضارات والأديان المقارنة  بسوسة)

*         المحاضرة الثانية الطريق العابر للصحراء مثال لشراكة أفريقية ناجعة ـ الباحث: محمّد كشت) مركز حوار الحضارات والأديان المقارنة  بسوسة(

*        المحاضرة الثالتة : مشاريع تعاون بينية واعدة في إفريقيا: الطريق العابر للصحراء أنموذجا ـ الباحثة: شريفة كلاع (كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية، جامعة الجزائر3)

*         المحاضرة الرابعة : جهود أفريقية لحلّ معضلة المياه ــ الباحث:  محمد صالح قلايد ( وزارة الفلاحة)

*المحاضرة الخامسة : نحو مستقبل أخضر في أفريقيا ـ الباحثة: حليمة خليفي ( كلية الآداب بسوسة)

تاليا ملخّصات المحاضرات المذكورة سلفا:                             

المحاضرة الأولى: مشاريع بيْنية واعدة في أجندة أفريقيا 2063 ـ الباحث: أنور جمعاوي (مركز حوار الحضارات والأديان المقارنة  بسوسة)

بيّن الباحث أنور جمعاوي ( مركز حوار الحضارات والأديان المقارنة  بسوسة)أنّ أجندة 2063 وثيقة عمل إستراتيجية مستقبلية شاملة وخطّة طموحة لتغيير أفريقيا نحو الأفضل على مدى الخمسين سنة القادمة(2063ـ2013). أصدرها رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي في ماي 2013 بمناسبة احتفالهم بالذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد الإفريقي(1963، وهي استراتيجية لتحسين استخدام موارد إفريقيا لصالح جميع الأفارقة. والأجندة معنية بخلْق فرص الاستثمار في مجالات حيوية مثل الأعمال التجارية الزراعية، وتطوير البنية التحتية، والصحة والتعليم، وإيجاد مسالك جديدة لترويج السلع الأفريقية، ومواكبة  التحوّلات الكونية مثل انتشار العولمة وثورة التقانة الرقمية قصد ضمان انخراط أفريقيا بشكل فاعل في مجتمع شبكي، دولي، متنافذ ومعوْلم.وأشار الباحث إلى أنّ الأجندة تتضمّن  العمل على إحداث مشاريع بيْنية اقتصادية، وثقافية، وخدمية أفريقية واعدة من بينها:  مدّ شبكة قطار مدمجة عالية السرعة، وإنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وإقرار جواز السفر الأفريقي وحرية تنقل الأشخاص، وتنفيذ مشروع سد انجا الكبير، وإحداث فضاء إفريقي موحّد للنقل الجوي، و إنشاء منتدى اقتصادي أفريقي، وشبكة إفريقية للخدمات عبر الإنترنت، وبلورة استراتيجية إفريقية للاستثمار في الفضاء،  وبعث جامعة أفريقية افتراضية، وتشييد متحف أفريقيا  الكبير، وبيّن الباحث أنّ المشاريع البيْنية المذكورة ذات أهمية إستراتيجية بالغة، ولها عوائد وفوائد كبيرة للاجتماع الأفريقي. لكنّ خطوات تنفيذها بطيئة. وذلك لأسباب مختلفة من بينها غلبة البيروقراطية الإدارية، وسوء الحوكمة، وعدم الاستقرار الأمني، واندلاع الحروب الأهلية، واحتدام النزاع المسلّح  على السلطة والثروة  في بعض البلدان الأفريقية. 

 المحاضرة الثانية: الطريق العابر للصحراء مثال لشراكة أفريقية ناجعة ـ الباحث: محمّد كشت)مركز حوار الحضارات والأديان المقارنة  بسوسة(

بيّن الباحث محمّد كشت (مركز حوار الحضارات والأديان المقارنة  بسوسة) أنّ مشروع الطريق العابرة للصحراء أو طريق الوحدة الافريقية من بين المبادرات النادرة التي قام بها العرب تجاه القارة الافريقية، في سياق يعرف تنافسا محموما بين أقطاب عالمية تسابق الزمن من أجل توسيع دوائر نفوذها داخل القارة السمراء.

     ويرى الباحث أنّ هذا التفرد الجزائري قد يكون دافعا كافيا للإحاطة بالمشروع ودراسته، لكن ثمة ما هو أكثر تحفيزا لنا من أجل التوغل في الفهم: إنها المصالح التونسية العديدة التي سنجنيها عند اكتمال المشروع و بلوغه مراتب الانجاز والفعل.  وإذا ما أضفنا الى كل ذلك ما بات واضحا للعيان من سعي قوى عُظمى إلى التغلغل في أدغال افريقيا، ومن قبل ذلك سعي القوى الكولونيالية القديمة وفي مقدمتهم فرنسا الى استدامة الهيمنة النيكولونيالية، صار لزاما علينا أن نضع هذا المشروع في خانة الديكولونيالية المقاومة للاستكبار العالمي، وهو ما يعطي أبعادا أخرى لمشروع قد يبدو للوهلة الأولى مجرد مشروع اقتصادي تنموي خالص.

المحاضرة الثالتة: مشاريع تعاون بينية واعدة في إفريقيا: الطريق العابر للصحراء أنموذجا ـ الباحثة: شريفة كلاع (كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية، جامعة الجزائر3)

بيّنت الباحثة شريفة كلاع (كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية، جامعة الجزائر3) أنّ مشروع الطريق العابر للصحراء الإفريقية يكتسي أهمية بالغة بالنظر إلى قيمته الاستراتيجية ولكونه سبيلا لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة والتكامل الاقتصادي بين الدول الإفريقية فهو شريان واعد، يربط الدول الست المعنية (الجزائر، مالي، النيجر، التشاد، موريتانيا، نيجيريا)ويسمح بتكثيف التبادلات البينية  مما يخلق تكتلات اقتصادية واعدة بالقارة، وهو مشروع يستهدف تعزيز التجارة بين شمال وجنوب الصحراء وبالأخص مع دول الساحل الإفريقي وتحقيق التكامل الإقليمي، حيث تمثل الدول الست المتشاركة في المشروع 27% من الناتج المحلي الإجمالي للقارة الإفريقية، بمجموع 25% من سكانها، كما يبلغ طول هذا الطريق حوالي 5000 كم، ويمر على الجزائر ومالي والنيجر وصولا إلى نيجيريا، وهو جزء من مشروع شبكة طرق تربط ستة دول إفريقية. ويدخل هذا الطريق العابر للصحراء ضمن استراتيجية الجزائر للامتداد في القارة الإفريقية،إذ تستهدف الجزائر تعزيز مكانتها الاقتصادية، عبر تدعيم دخولها منطقة التجارة الإفريقية الحرة. لذا تسعى إلى تحويل الطريق العابر للصحراء إلى رواق اقتصادي بامتياز، ممّا يمكِّن من ترقية المبادلات التجارية البينية وتسهيلها من خلال ثلاثية مناطق التجارة الحرة والطريق العابر للصحراء وموانئ الشمال، ومن ثم التركيز على المناطق والمعابر الحدودية التي يستهدفها هذا المشروع والعمل على ربطها بالمناطق الحدودية المقابلة لها في دول أخرى من خلال تنمية توسيع شبكة الطرقات والسكك الحديدية وعصرنتها، وتنمية النقل ورقمنة الأقاليم المجاورة عبر ربط التجمعات السكانية والمراكز بالألياف البصرية لفك عزلة تلك المناطق الموجودة في الدول الست المعنية بهذا المشروع، وتشجيع سكّانها على الاستقرار والاسثمار فيها على نحو يحدّ من هجرة الأفارقة جنوب الصحراء بطريقة غير شرعية نحو بلدان المغرب العربي وأوروبا.

المحاضرة الرابعة : جهود أفريقية لحلّ معضلة المياه ــ الباحث:  محمد صالح قلايد (وزارة الفلاحة)

أشار الباحث محمد صالح قلايد (مهندس مياه وإطار سابق بوزارة الفلاحة) إلى أنّ تونس تصنّف حاليّا ضمن 33 دولة في العالم تعاني أو ستعاني من ندرة المياه أو الشحّ المائي. وقدرها التأقلم مع هذه المتغيّرات العالمية والسعي إلى الحفاظ على مواردنا المائية المتاحة من الهدر وتوظيفها وتثمينها على أحسن وجه.وتونس جزء من القارة الافريقية حيث ألقى تغير المناخ بضلاله وبدأت تظهر عديد التوترات الاقليمية والدولية المتعلقة بالتصحر والجفاف ونقص المياه.  مما دفع منظمات دولية كمنظمة الأمم المتحدة ومرصد الصحراء والساحل إلى مزيد الاهتمام بمسألة إدارة المياه وحُسن التصرّف فيها . ودأبت منظمة المتحدة على الاحتفال باليوم العالمي للمياه في 22 مارس من كل سنة . والقصد الحفاظ على المياه الجوفية من الاستنزاف والتلوث، والحفاظ على المياه الباطنية التي لا نراها وهي من حقوق الانسان وحقوق الأجيال القادمة، حيث لابد من استعمالها بحكمة وتعقل.

ولئن اختلف عديد الخبراء في كيفية التصرف في الموائد الجوفية المشتركة وكيفية التعامل معها فالأكيد انها تخضع لاتفاقيات دولية خاصة تلك الموائد المشتركة ( المائدة الأحفورية العميقة والغير متجددة بين ليبيا وتونس والجزائر ، والمائدة المائية المشتركة بين مصر والسودان وأثيوبيا و بين شمال التشاد والنيجر ) ، ويبدو أن استغلالها حاليا يتمّ غالبا وفق خيارات قُطرية  دون تنسيق إقليمي فلكل له مشاريعه الخاصّة مثال ذلك النهر الصناعي بليبيا، وسد النهضة بين دول النيل الثلاث، وواد سوف بالجزائر، ورجيم معتوق وعديد الآبار العميقة بقبلي.ومن بين أسباب عدم التناغم في الاستغلال المشترك كلفة طاقة الضخ التي تختلف من دولة الى أخرى.ودعا الباحث لحلّ معضلة المياه في أفريقيا إلى العمل على وضع خطط محكمة لتأمين التزود بالمياه بمختلف استعمالاتها واستدامتها، والعمل على حسن التصرف فيها وحمايتها من التلوث والاستغلال المفرط، والحد من انعكاسات تغير المناخ والتأقلم مع عديد المتغيرات وذلك بتمويل عديد المشاريع في هذا القطاع، والمساهمة في ايجاد الحلول بين الدول خاصة عند وجود توترات تتعلق بالاستعمال المشترك للموارد الطبيعية

المحاضرة الخامسة : نحو مستقبل أخضر في أفريقيا ـ الباحثة: حليمة خليفي كلية الآداب بسوسة

ركّزت باحثة الدكتوراه حليمة خليفي(كلية الآداب بسوسة) في مداخلتها باللغة الفرنسية(على الإجابة على ثلاث أسئلة. الأوّل، ما هومفهوم الطاقة الخضراء؟ كيف يمكن استخدامها؟ وكيف يمكن توظيفها في السياق الأفريقي؟ وأكّدت الباحثة أهمية المناخ في إفريقيا والموارد الطبيعية الثمينة والمتنوّعة في القارة السمراء مبرزة أهمّية استغلال  الموارد الخضراء أو المتجددة خلال السنوات القادمة لتطوير الاقتصاد الأفريقي وتحقيق التنمية المستدامة والشاملة، من وجهة نظر إيكولوجية ،مشيرة إلى إمكان تحقيق النهوض الاقتصادي وبناء دولة الرفاه مع الالتزام بحماية المحيط الطبيعي في نفس الوقت، منبّهة إلى مخاطر استنزاف الثروات الطبيعية واستغلالها بشكل عشوائي في مجتمع مادي، معوْلم، غلبت عليه ثقافة الاستهلاك، وكثرة العرض والطلب،  والتنافس المحموم بين الشركات الكبرى لتحقيق أكبر قدْر من الأرباح في الأسواق الدولية. ودعت الباحثة إلى ضرورة تعميم الثقافة البيئية، وترشيد الاستهلاك، وتعزيز الاعتماد على الطاقات المتجدّدة من تركيز معالم اقتصاد أفريقي أخضر، ومستدام، يخدم الصالح العام، ويأخذ في الاعتبار المعايير الايكولوجية.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق