الجمعياتالمجتمع المدنيالمنظمات

منتدى قرطاج يجمع نخبة من الأكاديميين العرب في ندوة شعرية دولية بالعاصمة

بتنظيم من جمعية منتدى قرطاج، انتظمت صباح امس الجمعة 5 ديسمبر 2025 الندوة العلمية الدولية بعنوان: “الشعر العربي الحديث والمعاصر بين القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة”، وذلك بحضور السيد حسان المناعي، رئيس جمعية منتدى قرطاج، والسيد جميل شاكر، المنسق العام للندوة، إلى جانب ثلّة من الأساتذة الجامعيين والشعراء والباحثين من تونس والعراق والجزائر والبحرين والمغرب.
شهدت الندوة سلسلة من الجلسات العلمية المتنوّعة التي تناولت محاور أساسية تتعلّق بتحوّلات القصيدة العربية في سياقها الحديث والمعاصر، وبموقعها في مهبّ الأشكال الشعرية الجديدة التي رافقت تطوّر الذائقة الأدبية العربية.
تطرّقت الجلسة الأولى إلى القصيدة العمودية، باعتبارها البناء الشعري التقليدي القائم على الصدر والعجز والقافية الموحدة، وإلى الخلفية التاريخية لتسميتها بهذا الاسم بعد ظهور أشكال شعرية حديثة مثل الشعر الحر وقصيدة النثر.
وقدّم المتدخلون قراءات تحليلية للتغيرات التي شهدها هذا الشكل الشعري، ومدى قدرته على التفاعل مع إيقاعات العصر.
وفي مداخلة معمّقة، تناول السيد فتحي النصري أساتذ تعليم عال بجامعة تونس والمختص في السرديات والشعر العربي الحديث موقف المجدّدين من الشكل العمودي، مستشهدا بتجربتي أمين الريحاني الذي دعا إلى التخلي عن الأوزان الشعرية التقليدية، ونازك الملائكة التي تمسكت بالتفعيلة معتبرة أن العمود يحدّ من حرية الشاعر ويقيده بقوالب صارمة.
وتواصل النقاش حول الفرق بين القصيدة التقليدية والحديثة، حيث تقوم الأولى على نظام الأبيات المتتالية، بينما تعتمد الثانية على تفاعلات عروضية ودلالية أكثر انفتاحا.
وقد اتفق المشاركون على أنّ القصيدة العمودية ما تزال حيّة وفاعلة، وقادرة على استيعاب التجارب الجديدة إذا ما أعيد النظر في طرق صياغتها وأدائها الفني.
وفي ورقة بحثية ثرية، قدمت الدكتورة سامية الدريدي، أستاذة التعليم العالي بجامعة تونس، قراءة في الأبعاد الخفية للعودة إلى القصيدة التقليدية، معتبرة أنّ هذه العودة تقوم على فرضية وجود أسباب معلنة وأخرى خفية .
فالشعراء الذين عادوا إلى العمود يبررون ذلك بالرغبة في خوض تحد فني، واستعادة الإحساس بالانتماء إلى التراث، والحاجة إلى إيقاع مضبوط ومتوازن.
غير أنّ هذه الأسباب وفق تحليلها تخفي أبعادا أعمق، على غرار النفور من صرامة قصيدة التفعيلة، أو انكفاء الذات على ذاتها بحثا عن جمالية ضائعة في زمن التحولات السريعة.
تتواصل فعاليات الندوة اليوم السبت 6 ديسمبر 2025 في يومها الثاني، حيث تم التعمق في مناقشة الأشكال الشعرية المتنوعة، ومساءلة مقامات التلقي في ظل تحوّلات الممارسة الشعرية المعاصرة، مع استحضار تجارب شعراء من بلدان عربية مختلفة.
وينتظر أن تشهد الجلسات الختامية تقديم خلاصات بحثية تفتح آفاقا جديدة أمام الدارسين والمهتمين، مؤكدة أهمية اللقاءات العلمية في تعزيز الحوار النقدي وتبادل الخبرات بين المبدعين والباحثين، وترسيخ حضور الشعر العربي في فضاءات البحث الأكاديمي الحديث.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق