الأخبار الوطنية

جندوبة:منجزات في البنية التحتية الثقافية ومراهنة فعلية على الإنتاج الإبداعي

 حيث غامر والي الجهة الاستاذ محمد صدقي بوعون باعلان افتتاحه وتدشينه رغم ان الاشغال انتهت قبل اسبوع من تدشينه ممّا جعل المصالح الجهوية للحماية المدنية بجندوبة رغم تحفظاتها على بعض المسائل الفنية تقرّر السماح باستغلال المسرح بطاقة استيعاب لحفل افتتاحه لا تتجاوز الـ4500 متفرّج رغم ان طاقة استيعابة النهائية تبلغ 6500 شخص .

وذلك حفاظا على سلامة الحضور في حفل الافتتاح الذي كان مبرمجا ان يحييه الفنان التونسي زياد غرسة وبمشاركة الفنان الجزائري عباس ريغي ومن خلال عرض”عرس الطبوع” والذي يجمع بين الموسيقى التراثية الجزائرية والمالوف التونسي وهو من انتاج الفرقة الوطنية للموسيقة بقيادة الأستاذ محمد الأسود مدير هذه الفرقة وبمشاركة 60 عازفا و30 منشدا من مختلف مناطق الجمهورية التونسية وفي تنشيط للصحفية سهى الماجري من اذاعة الشباب وابنة طبرقة الاّ أن تهاطل الامطار حال دون انجاز الحفل وتأجيله الى موعد آخر وهو ما أجبر على الاقتصار على رفع الوزير ووالي الجهة على رفع يافطة التدشين على وقع أنغام وايقاعات ماجورات قصر هلال والاعلان الرسمي عن انطلاق استغلال المسرح لاحتضان أكبر المهرجانات الدولية وأبرزها وذلك في حفل استقبال على شرف الحضور من بعض نواب الجهة ومثقفيها وممثّلي الادارات الجهوية والمحلية وممثلي المنظمات الوطنية وهياكل المجتمع المدني وأحبّاء الثقافة والابداع بولاية جندوبة .

حيث أكّد الوزير ان هذا المسرح هو الثاني بعد مسرح قرطاج من حيث طاقة الاستيعاب والخصوصية إذ سيتحتضن المسرح خلال هذه الصائفة فعاليات مهرجان طبرقة الدولي الصيفي ومهرجان الجاز على أن يتجنّد أبناء الجهة ومبدعيها الى اعادة إحياء المهرجانات الثقافية والسياحية الدولية التي أسسها المرحوم الجيلاني الدبوسي الرئيس السابق لبلدية طبرقة والذي يحسب له المبادرة ببعث هذا المسرح ومنها مهرجان موسيقى العالم ومهرجان الموسيقى اللاتينية ومهرجان الراي .

وكان الوزير قد استهلّ زيارته هذه بالاطّلاع على وضعية مقرّ قاعة السينما القديمة “الكازينو” وهناك أعطى شارة انطلاق عملية الصيانة لتحويلها إلى مركز للفنون الدرامية والركحية وأذن وفي خطوة اولى وفي انتظار استكمال اشغال التهيئة بكراء مقر لمركز للفنون الدرامية والركحية بجندوبة أو استغلال الفضاء القديم لمقرّ المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بجندوبة وحسب ما يقرّره والي الجهة.

ثمّ أدى زيارة إلى الموقع الأثري ببلاريجيا واكب أثناءها عرضا للاكتشافات الأثرية الجديدة ذلك ان فريق من الباحثين انطلق مؤخرا في دراسة “الإرث المسيحي” بهذه المنطقة الأثرية والذي يعود للفترة القديمة والوسيطة أي القرن الخامس ميلادي وذلك في إطار مشروع تونسي بريطاني يهدف الى التعرف على طبيعة حياة اولى التجمعات السكنية من المسيحيين الذين استوطنوا في بلاريجيا وغيرها من المناطق كما تابع الوزير بالموقع الاثري ببلاريجيا عرضا فنيا متنوّع الفقرات من انتاج تلامذة عدد من النوادي الثقافية بالمؤسسات التربوية بمعتمدية جندوبة الشمالية انتظم تحت شعار “من أجل ثقافة تلمذية واعية ومتميّزة” .

وفي زيارته الى مدينة عين دراهم أعطى الوزير اشارة انطلاق أشغال بناء دار الثقافة بالمكان بكلفة تناهز الـ 2,684 مليون دينار كما أدى إثر ذلك زيارة إلى متحف البازيليك بطبرقة بغاية إعادة التهيئة والاستغلال واطلع بالمناسبة على سير عمل بدار الثقافة بطبرقة التي ستنطلق أشغال إعادة تهيئة قاعة العروض بها .

وفي تصريح لممثّلي وسائل الاعلام بالجهة أعلن الوزير عن مشروع إحداث مركز بحوث للثقافات الشفوية في جندوبة على غرار الذي تم إحداثه مؤخرا بولاية تطاوين وهو في الحقيقة مشروع واعد اقترحه الوزير على المكتب الوطني للجمعية خلال جلسة عمل معه وفي اطار شراكة فاعلة بين الوزارة والمكتب الوطني للجمعية وستحظى جندوبة باحتضان هذا المركز الذي سيكون اقليميا كما صرح السيد الوزير أنه سينفتح على مختلف جهات الشمال الغربي ويكون له دور هام في المحافظة على التراث غير المادي بربوع جهات جندوبة،الكاف،سليانة وباجة كما أشار إلى حرص وزارة الشؤون الثقافية على دعم التظاهرات الفنية والإبداعية بولاية جندوبة بهدف إعادة الاعتبار لمبدعيها ومثقفيها وتعزيز مكانة مخزونها التراثي .

حيث أعلن عن دعم مهرجان بلاريجيا الصيفي الذي سيكون انطلاقا من هذه الصائفة وبادارة الفنان علي الخميري دوليا كما اعلن عن دعم مهرجان الاتحاد العام التونسي للشغل الذي ستحتضنه مدينة طبرقة هذه السنة وبادارة الفنان المسرحي والسينمائي ابن الجهة أنس العبيدي .

كما أكّد الوزير انه بالنسبة الى المعهد الجهوي للموسيقى بجندوبة خاصة وبباقي الجهات فإن هناك إجراءات من قبل الوزارة لإعادة هيكلتها واقرار تشريعات تنظيمية لها وفق توجّهات قانون الفنان والمبدع الذي تعمل الوزارة على اقراره بما من شأنه ان يطور آداء هذه المعاهد من داخل هذه المنظومة وبما يحفظ كرامة الموسيقيين في الجهات وينقذهم من التهميش الذي طالهم لسنوات.

وفي قراءة لهذه المنجزات بات أكيد ان البنية التحتية الثقافية بولاية جندوبة والتي شهدت خلال السنوات الماضية تهميشا كبيرا من حيث تعطّل مشاريع انجازه أضحت اليوم منجزات فعلية وواقعية ليبقى الرهان على مبدعي الجهة وهياكل المجتمع المدني الذين يتحملون اليوم مسؤولية الانتاج الفني بتطويره وتكثيفه والابداع الفعلي في الفعل بحرفية كما ان هذه المنجزات من شأنها ان تحمّل الادارة الثقافية مسؤوليتها في حسن تنظيم التظاهرات انطلاقا من خصوصية الجهة وضمان اشعاعها الدولي والانفتاح على الفضاء الحدودي المغاربي المشترك خاصة على مستوى القطر الجزائري.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق