حوارات

الشاعرة والاعلامية سلوى بنرحومة لـ”الإعلام الجديد” :هناك حراك أدبي في تونس يحتاج الى التقييم وطموحاتي كبيرة للتنشيط التلفزي

 
في إطار لقاءاتها الدورية الحوارية مع مؤثثي المشهد الثقافي التونسي وممثّليه خارج حدود الوطن إلتقت ” الاعلام الجديد “في هذه المساحة الحوارية الشاعرة والاعلامية وعضوة حركة شعراء العالم سلوى بن رحومة أصيلة ولاية صفاقس في هذا الحوار الصريح والشفّاف حيث تحدثت عن مسيرتها الشعرية والاعلامية وقدّمت قراءة للمشهد الثقافي الوطني عامة وللحركة الشعرية والادبية بصفاقس خاصة،ولكم بقية التفاصيل.
 
مرحبا بكم وشكرا على قبولك الدعوة لهذا الحوار وبودّنا تذكيرنا بمسيرتك الابداعية في مجاليها الادبي والاعلامي وتعريف الجيل الجديد من الشباب بهذه المسيرة.
اولا لابد ان اشكر على اتاحة الفرصة لي لهذا اللقاء الصحفي عبر هذه المساحة للبوح وللتواصل مع قراء يعرفونني ويتشوقون الي وربما يكتشفونني لاول مرة وأذكر جيدا انك كنت من بين أصدقاء بداياتي الابداعية والخطوات الاولى على درب الابداع .
حيث بدأت مسيرتي مثلي مثل كل جيلنا من الموهبة الى الدربة والتعلم والتلقي عن طريق نوادي الشعر والملتقيات التي كانت تؤطر المواهب وتدفعها للحلم بمستقبل افضل لكاتب قادم بجدية وموهبة فقد جبت في سنوات البداية خارطة تونس العزيزة متجشمة عناء السفر مستمتعة بحلو اللقاء مع قاماتنا ومنهما المرحوم الصغير اولاد احمد وشمس الدين العوني الذين كانا يدفعان بإيمان كبير بموهبتي وباني قلم يستحق التقدير .
وفعلا نشرت ولو متأخرا لظروف النشر التي نعرفها جميعا في تونس اول اصدار لي سنة 2003 وكان بعنوان ” أمنيات ” وقد أسالت حبر قارئيها لسنوات ثم اصدرت مجموعتي الثانية ” ذكرى الآتي ” سنة 2009 وقرص مع دار فوني سنة 2012 ليكون صرخة في وجه الظلام واعداء الابداع وانا استعد لتسلم مجموعتي الثالثة التي سوف تطبع قريبا تحت عنوان ” قصائد من سكر ” هذا الى جانب تجربتي المبتكرة “شغر” التي تشبه الغناء والتي اطلقت اولى كليباتي لها خلال صائفة 2017 ولم اكتف بان اكون شاعرة وإنما كان ايماني وإيمان من حولي بي كبير بحيث يمكن ان احمل مع الاسرة الثقافية داخل تونس وخارجها برنامجا يساهم في المشهد الثقافي .
بحيث كنت عضوة في اكثر من ناد ثقافي ومؤسسة ايضا لأكثر من ناد وعلى سبيل الذكر فانا فخورة باني كنت مؤسسة “نادي ثقافات متوسطية ” حال افتتاح المركب الثقافي محمد الجموسي الى حدود سنة 2011 وهو نادي جمعت فيه اوجه تشابه تونس الوطن مع جيرانها في البحر الابيض المتوسط في علاقة بالموسيقى والمعمار والحضارة عموما وكان من ابرز ضيوفي الدكتور محمد حسين فنطر ،الدكتور مراد الصقلي ،الدكتور الهادي خليل ،القاص والمترجم ساسي حمام وغيرهم من اعلام تونس .
كما كان لي شرف التأسيس مع اصدقائنا في الاردن للمنظمة العربية للإعلام الثقافي الالكتروني وللهيئة الاستشارية العليا لديوان وكالة عرار التي اشغل فيها الآن في منصب مساعد الرئيس التنفيذي وخارج الوطن العربي كنت ولا ازال عضوة حركة شعراء العالم وقنصل تونس فيها وقد سرني ان لبيت دعوة امينها العام سنة 2006 لحضور مؤتمرها العالمي الثاني بسان تياغو بالشيلي .
وتواصل التفاعل معي كمثقفة بجهة صفاقس حيث كنت ضمن لجنة الندوات بهيئة صفاقس عاصمة الثقافة 2016-2017 ومن قبلها اي سنة 2011 كنت نائبة رئيس مكلفة بالنشاط الثقافي بمهرجان صفاقس الدولي.
كما قمت في نفس السنة وفي اطار تلك المهمة بالتنسيق والتصور والتقديم لتظاهرة “تونس الشاعرة” في صفاقس وهي مشروع وفكرة الصغير اولاد احمد ومن انجاز وزارة الثقافة ولعل اخر هذه التفاعلات كان في نوفمبر 2017 مع منظمة الاعراف للنساء صاحبات الاعمال بصفاقس .
حيث كنت عضوة مكتب النادي الثقافي النسائي وذلك من منطلق قناعتي بدوري كإمرأة في مزيد من تفعيل وتشريك المرأة في كل المجالات وخارج مجال عملها كما تجدر القول انه قد وقع تكريمي في سن مبكرة مقارنة مع ما دأبنا عليه من تكريم لمبدعينا .
حيث في السنوات 2016 و 2017 وقع تكريمي بمناسبة اليوم الوطني للمرأة من خلال المجتمع المدني في صفاقس لأكثر من مرة كامرأة مبدعة لها مسيرة زاخرة من صفاقس .
هل من بسطة موجزة عن مسيرتك الإعلامية؟
انا والحمد لله محظوظة مع الاعلام المرئي سواء كضيفة باعتباري على مدى مسيرتي الشعرية كنت ضيفة في اكثر من مناسبة في القنوات الوطنية للتعريف بتجربتي لتأثيث مساحة شعرية للحديث عن نجاح مثلا سهرتي الخاصة ” رومنسيات” في اطار مهرجان المدينة 2010 بصفاقس او عند العودة من استضافات وملتقيات خارج الوطن مثل عودتي من دمشق عاصمة الثقافة العربية سنة 2008 .
كما تشرفت ان كنت ضيفة قنوات خارج تونس اثر استضافتي بدول شقيقة مثل برنامج “اهلا يا عرب “في التلفزة السورية و لابد من التذكير ان صفاقس كانت لها تلفزة وكانت هناك سهرات تبث مساء السبت من صفاقس مع الاعلامية عائشة بيار و كنت من بين ضيوفها بمجرد عودتي من الشيلي بامريكا اللاتينية وكذلك الشأن بالنسبة الى الاعلام المسموع فقد تشرفت بدعوة عديد الاعلاميين في الاذاعات الوطنية كالإذاعة الوطنية الاذاعة الثقافية إذاعة المنستير اما اذاعة صفاقس فهي الحاضنة لتجربتي في بداياتي والمشجعة لي والفخورة بي فيما وصلت اليه بكل اعتزاز فتلك اسرتي الثانية بكل افرادها من اعلاميين وتقنيين ومساهمين فشكري الموصول لهم لا تكفيه الحروف وقد قمت مع اذاعة صفاقس بتجربة انتاج وتقديم لعنوانين على التوالي هما ” قصائد ” و ” شعراء على النات ” .
ولقيت تجربتي هذه كل الدعم من مدير المؤسسة آنذاك السيد بن رمضان وكذلك من الاعلامي والشاعر زهير بن حمد الذي شد على كتفي ليكون النجاح باهرا والحمد لله واسمح لي ان أسر لك بطموح يكتسحني هذه الفترة وقد خلقه فيّ متابعي ومعجبيّ بحيث في كل مرة اكون ضيفة برنامج تلفزي تأتيني الرسائل بعد مشاهدة صوري في تساؤل عن القناة التي سوف ابث منها برنامجي وعن اي المواضيع سأتكلم .
لذلك افكر في تقديم برنامج تلفزي ولعل نجاح ظهوري في كليباتي بلوك جديد يشجعني على هذا الحلم .
ولا يفوتني ان انوه بكل المؤسسات المرئية و المسموعة التي قامت بدعم تجربتي المبتكرة ” شغر ” التي مرة تقدم فيها ولأول مرّة القصائد والموسيقى بذلك الشكل والتي اضفت اليها الصورة ليكون كليب متكامل الاوجه بين الشعر والشاعرية مشجعا لمن لم يتعود تذوق الشعر ان يدمن عليه وطلب المزيد فقد بث الكليب مع حوار مطول لي على هذه التجربة في تقدير لما اقوم به من تجديد داخل المشهد الشعري والشكر موصول للجميع . 
هل من قراءة في المشهد الثقافي التونسي حاليا؟
أشير في هذا النطاق الى أنه بقدر جمال الخطوات الجديدة العميقة في كل تونس الان بالذات بعد سنوات خوف من الردة القافية والحضارية فان طريق العودة الان واضح جلي بعد دفع من المثقفين المبدعين المجتمع المدني والسياسيين فقد تكاثر عدد المهرجانات والتظاهرات الكبرى وشهدت المدن الداخلية كالمدن الكبرى حركة ثقافية نتمنى ألاّ تخمد وتستكين وكل هذا جيد مع تسويق للابداع عبر شبكات التواصل الاجتماعي سواء للمواعيد الثقافية او للعروض في حد ذاتها فيمكنك الفرجة عبر مباشر الفيس بوك على مسرحية في الكاف وانت في صفاقس مثلا كما سجّلنا عودة السينما الى الوعي والى الوجود .
وما سيكون لها من مخلفات جيدة وصحية على الناشئة والشباب وكل هذا يزين خارطة وطني بلا منازع الا ان الحركة الشعرية تبدو في خمول واستكانة ولم تساعد “الفيسبوكيات” الا في تأصيل الرداءة وما يمكن ان أسميه “التنصيبات الذاتية “لشعراء لم يقوموا يوما بقراءة ذاتية لما يقدمونه .
وان كان لنا نقص في تونس في اكتشاف او صعود وجوه شعرية جديدة واعدة على الساحة فهذا لا يبرر تعدد تجارب لا مكان لها واني ارى في الفنون الاخرى ممن يحترمون الفن عموما ولا يتجرؤون على حرمته .
فلا تجد من يدعي انه ماهر العزف ويمكنك تقديمه لعرض كبير على المسرح وهو بالكاد يدندن في بيته ومع الاصدقاء فهو موهوب لكنه يعرف انه ليس بالحرفية الكافية لان لنا من الثقافة العامة ما يجعلنا نحكم عليه ونضعه في حدود امكانياته ووفق مقياس الحرفية في الموسيقى اما الشعر فان العامة ليست لها من الثقافة ما يكفي للحكم على التجارب التي تمر بها لذلك نجد كل من يقرأ بالنسبة للعامة هو شاعر وفذ ايضا ولا احد يضعه في حدود امكانياته وهذه الكثرة العبثية تأخذ مكان الاقلام الصاعدة الواعدة بتجربة حقيقية وتستحق التقدير والتشجيع لذلك نأمل من محبي الشعر ان يفرقوا بين محبته وبين خوض التجربة الحقيقية في قوله .
 على ذكر الشعر وهذه القراءة النقدية لواقعه،ما تقييمكم لواقع الساحة الشعرية بولاية صفاقس؟
لعل جيلي هو جيل من لم يجدوا اقلاما كثيرة في ذلك الوقت تصارعهم لكنهم وجدوا العون والايمان بالتجربة والتأييد لها فقد كنت مع الهادي التليلي ومراد العمدوني واحمد الشايب واسماء اخرى اندثرت ولم تكمل المشوار من تلقاء نفسها لان الشعر ربما كان عابر سبيل في حياتهم اما الان فهناك من الاقلام المحترفة اسماء عديدة نذكر منها الهادي العايش، دنيا الزرلي ،صابر بالعالية، محمد دمق وغيرهم والساحة الشعرية الجهوية تبشر الان بأقلام مؤمنة بتجربة الشعر وهي في تطور عبر صقل تجربتها بالاختلاط بالمثقفين والشعراء وحلقات الشعر وملتقياته في خطى لابد ان نحترمها ونشد على اياديها لأنها زهرة اللوز لربيع الان وغدا.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق