آراء

جلبة وضجيج الإعلام حول إزهاق الصهاينة روح طفل بريء من قبيلة “الدوابشة” حرقا

المثير في المسألة أنّ هؤلاء لم يكن يرفع لهم صوت ولم ينبسوا ببنت شفة لما يفعله الجنرال السيسي في المصريين و”بشّار” في السوريين وحكّام العراق واليمن وليبيا وغيرهم في شعوبهم.

اليوم في الوطن العربي والعالم الإسلامي، يحرق ويقتّل الرضّع والأطفال بمختلف أعمارهم، ويغتصبون وينكّل بهم حتّى في عائلاتهم، ولنا في انتهاك الطفولة في تونس خير مثال وأسطع برهان، ولنا في جريمة إعتداء كهل وندمائه من رفاق السوء على فلذة كبده.

 تلك الكارثة الإنسانيّة والهرطقة البشريّة التي حدثت بـ”العلا” من ولاية القيروان مؤخّرا ولن ينسى التونسيّون اغتصاب حمار آدمي لرضيعة الـ 3 سنوات بمحضنة، ولن يتناسى النّاس ما جرى من حوادث مشابهة مخزية ومروّعة تحديدا في “بن عروس” و”حيّ النصر” و”دوّارهيشر”، والفضيحة والمصيبة والكارثة التي ما بعدها كارثة، أطفال في عمر الأيّام والشهور يعتدى عليهم من بهائم قومنا وأبقارهم بعد أن تشابه علينا البقر في هذا البلد.

جثث الأطفال شبه متفحمة ومضرجة بدماء سوداء، سواد ليل ونهار العرب والمسلمين ملقاة كأنّها جثث كلاب وقطط وفئران في الساحات والشوارع والسجون والخرابات والطرقات والأزقّة وفي الأودية والبحيرات والغابات والأحراش وفي كلّ البرور والصحاري، ملقاة كأنّها جثث حيوانات غير مرغوب في حياتها تجدها كلّ يوم على قارعة الأخبار في مصر وسوريا والعراق واليمن والسّودان والصّومال و انظروا وراجعوا ما يدحث للصغار في “بورما”، ربّما الألم سيعجز عن وصف الألم الذي سيحلّ به.

يؤسف أن تقتل الطفولة في فلسطين وفي كلّ بلد عربي واسلامي بل في جميع بلاد الله فكلّنا بشر ولا ميزة بين هذا وذاك، لكن المؤسف أكثر أن يتباكى المتباكون على رضيع لا من أجله كرضيع وإنّما من أجل السياسة والسفه الإيديولوجي والرياء، المضحك أنّ كثيرا من المتباكين افتراء وبهتانا على رضيع “الدّوابشة” هم من رفضوا وعارضوا بشدّة قانون “تجريم التطبيع مع اسرائيل”. النّاس في تونس ما بعد الثورة صاروا ناضجين وفطنين ومتيقظين بما فيه الكفاية، لذلك هم اليوم يقولون للمهرجين والبهلوانيين “العب غيرها

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق