حوارات

الإعلام الجديد : حوار حصري مع الباحثة المصرية هبة الله فتحي

 كيف كان إختيارك لإشكالية موضوع القضية العراقية والفلسطينية ولماذا كانا هما المحور الأساسي ..؟

 بالنسبة لاختيار الفكرة ، فقد كان لدي فضول وشغف لمعرفة لماذا تم إنشاء قناتي الحرة الامريكية و33 الإسرائيلية ، ولماذا تم توجيههما للعرب ، وكيفية تناولهما للقضايا العربية ، ومن ثم قمت بإختيار أبرز القضايا العربية خلال فترة الدراسة للتعرف على كيفية معالجة القناتين لتلك القضايا.

وإخترت القضية العراقية والفلسطينية والإصلاح السياسي في الوطن العربي لأنها كانت أبرز القضايا العربية خلال فترة الدراسة, هذا بجانب تضامني مع القضيتين الفلسطينية والعراقية ، وميلي الشخصي لدراسة الأبعاد المختلفة للقضيتين.

تطرقت الى موضوع الإعلام الاسرائيلي هل تعتبرينه إعلاما موجها للمنطقة العربية وما هو الهدف من ورائه؟

بالطبع يعتبر الإعلام  الفضائي الاسرائيلي إعلاما موجها ، وقد تناولت في دراستي قناة 33 الاسرائيلية الفضائية الموجهة بالعربية والتي دشنت بناء على مايلي:

فقد كان إطلاق فضائية باللغة العربية كأحد الأفكار المشتركة لتعاون حزبي العمل والليكود، فرئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق (اريل شارون)، ووزير خارجيته السابق (شمعون بيريز) وراء قرار إطلاق فضائية جديدة بالعربية تشكل سلاحا جديدا لإسرائيل في الحرب الدعائية الدائرة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى، وتقدم ردا على تشويه صورة إسرائيل في الفضائيات العربية.

كما أعلن شارون أن الفضائية الإسرائيلية ستكون منحازة للموقف الإسرائيلي وتعمل على تغيير الرأي العام في العالم العربي لمصلحتها، مستدركا أنها ستعتمد على الموضوعية، وقدر عال من المصداقية، وأخضع شارون المحطة الجديدة لمكتبة، أسوة بقنوات البث الرسمي الأخرى ، وقد ذكر الوزير المسئول عن سلطة البث وقتها (عنان كوهين) أن القصد من القناة هو استخدامها كسلاح مضاد للدعاية المسمومة التي تطوق إسرائيل (على حد قوله).

*وأشار موشيه شمعون – مهندس فنى في القناة الأولى بالتلفزيون الإسرائيلي – أن القناة ستقوم بتشريح المجتمعات العربية بمختلف جنسياتها وأصولها، وهذا الأمر هام للغاية خاصة في ظل أحداث العنف الإرهابية التي اندلعت خلال العام 2000 ومستمرة حتى الآن-على حد قوله– فضلا عن بروز أكثر من دولة معادية للتوجهات الإسرائيلية وسط العرب، مما يفرض ضرورة معرفة وإدراك الطريقة التي يفكر بها هؤلاء، حتى يمكن مجاراتهم والتغلب عليهم.

وأقرت الحكومة في إسرائيل موضوع هذه القناة الفضائية في 19 أغسطس 2001، ثم بدأت بثها في يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من شهر يونيه عام 2002 على القمر الأوربي  “HotBird” .

وكان من ضمن أهداف هذه القناة:

– مواجهة القنوات العربية التي تعتبر تغطيتها للانتفاضة الفلسطينية مفضلة في الضفة الغربية وشريط غزة وعبر الشرق الأوسط .

– توضيح إسرائيل كما هى في الواقع، وليس كما تصور بشكل خاطئ، وخاصة للشباب الذين نشأوا على كراهية إسرائيل عن طريق القنوات العربية.

– التأثير على الجمهور العربي وزرع اليأس والانهزام لدى المواطن العربي، والتشكيك بوجوده وحضارته.

– إلغاء فكرة العداء والرفض للعدو الإسرائيلي وتغيير الصورة السلبية النمطية عنه.

– دمج عرب 1948 ضمن المجتمع الإسرائيلي وسلخهم عن المجتمع العربي وكل مايرتبط به .

–  تصوير الدولة العبرية على أنها دولة راعية لسلام من خلال تشويه الحقائق وتزييفها.

– تحقيق إستراتيجية محددة تتمثل في حشد وتعبئة الشعوب العربية لخلق الظروف النفسية والسياسية التي تؤدى إلى خلق تأييد شعبي جماهيري لها، ومن ثم تنظيم هذه الجماهير المعبئة نفسيا وعاطفيا لتحقيق أهدافها المقصودة والمحسوبة بدقة.

– توضيح أن إسرائيل دولة ديمقراطية تسمح بالتعبير عن الرأى الآخر، وتحترم الأديان وتسمح بحرية ممارسة الشعائر والعبادات الدينية غير اليهودية.

– التأكيد الدائم على أن إسرائيل دولة متقدمة تكنولوجيا في كافة المجالات

– إبراز نمط حياة وثقافة الجماعات اليهودية في العالم.

– أحداث ضجة إعلامية مفتعلة تثير جدلا ومناقشات في العالم العربي القصد منها إثارة بلبلة وخلافات لإضعاف الجبهة الداخلية في العالم العربي بالتركيز على موضوعات حساسة في العالم العربي.

 وهذه القناة الموجهة متلها مثل جميع وسائل الإعلام الاسرائيلية الموجهة تهدف الى تسويق الدعاية الاسرائيلية والتصدي لوسائل الاعلام العربية، ، واستهداف الجمهور العربي برسائل محددة ،ومحاولة تجميل صورة إسرائيل في أذهان الأجيال العربية الجديدة. 

ماهي أبرز أوجه التشابه والإختلاف بين الإعلام الأمريكي والإسرائيلي في تناول الشأن العربي عامة والشأن العراقي خاصة….؟

اتفقت القناتان في توظيف المعالجة الاخبارية  لخدمة القضية المحورية للدولة الموجهة لكل قناة ، حيث اهتمت قناة 33 الاسرائيلية بدرجة أكبر بالقضية الفلسطينية بالمقارنة مع القناة الأمريكية ‘ وبالمثل اهتمت قناة الحرة الأمريكية بشكل أكبر بالقضية العراقية مقارنة بالقناة الاسرائيلية ‘ ، وهو ما يعزى الى طبيعة هاتين القناتين الموجهتين للعرب‘ حيث تهدفان الى شرح وجهة نظر وعرض قضايا الدولة الباثة لكل منهما بالدرجة الاولى ، فإسرائيل التي تبث قناة 33 الاسرائيلية هي طرف أساسي في القضية الفلسطينية ‘ لذلك اهتمت القناة الاسرائيلية بدرجة أكبر بهذه القضية ، لأن الهدف الأساسي الذي دشنت من أجله هذه القناة  هو عرض وجهات النظر الاسرائيلية وتبرير المواقف الاسرائيلية حيال القضية .

وكذلك أيضا فان الولايات المتحدة الأمريكية _الدولة الباثة لقناة الحرة_ تعد طرفا أساسيا في الصراع في القضية العراقية -حيث اشتملت فترة الدراسة على وقائع الاحتلال الأمريكي للعراق – لذلك اهتمت قناة الحرة بشكل أكبر بالقضية العراقية بالمقارنة مع القناة الاسرائيلية ، فهي كذلك تريد تحسين صورة الولايات المتحدة حيال الأحداث بالعراق .

إعلام إسرائيلي وأمريكي موجه للمنطقة العربية…

اختلفت القناتان في أن قناة الحرة الامريكية كانت اكثر اهتماما بعرض الرأي والرأي الاخر في معالجة قضايا الدراسة ، بينما كانت قناة 33 الاسرائيلية اكثر استخداما للرأي الواحد في معالجة القضايا محل الدراسة، كما إختلفتا في أن قناة الحرة الأمريكية كانت أكثر اهتماما بإعداد التقارير الاخبارية والتي كانت تأتي بمصاحبة الأخبار المستخدمة في معالجة قضايا الدراسة .

 في حين كانت قناة 33 الاسرائيلية أكثر عرضا للشكل الاخباري خبر فقط بدون تقارير مصاحبة في معالجة القضايا محل الدراسة ، وهو ما يشير الى احترافية قناة الحرة والجهد الذي تبذله في خدمة الخبر بما تمتلكه من مقدرات تكنولوجية واقتصادية وإمكانات بشرية وفنية بغية اقناع المشاهد العربي وجذب انتباهه.

تجنبت قناة 33 الاسرائيلية  استخدام كلمة احتلال فى معالجة القضية الفلسطينية ، حيث لم يرد بها هذا المصطلح سوى مرة واحدة وحتى عندما قدمت القناة تصريحاً لخافير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى ذكر فيه كلمة احتلال: “In Forty days Will start the end of the occupation of Gaza”

قامت بترجمته كالتالى: “خلال أربعين يوماً سيبدأ الانسحاب من غزة“، حتى تتجنب ذكر مصطلح “احتلال”،

 في حين تكرر استخدام قناة الحرة الامريكية  لمصطلح المقاومة فى وصف عمليات المقاومة الفلسطينية  في محاولة لجذب المشاهد العربى الذى تعود على سماع هذا المصطلح فى وسائل إعلامه العربية، هذا الى جانب اهتمامها بإعداد تقارير انسانية لإبراز مدى المعاناة التي تكبدها الفلسطينيون من جراء الاستيطان وإغلاق المعابر وتجريف الأراضي وتدمير المنازل.

جاءت الأدوار السلبية للرئيس العراقي السابق صدام حسين بنسبة 100% في قناة الحرة الأمريكية، وفى المقابل لم تظهر أية أدوار ايجابية أو سلبية له فى قناة 33 الإسرائيلية ، وقد حاولت قناة الحرة الأمريكية رسم صورة سلبية لصدام حسين لإضفاء الشرعية على احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق .

 وتمثلت الأدوار السلبية للرئيس العراقي السابق صدام حسين فى قناة الحرة الأمريكية فى :

1-الإستبداد والديكتاتورية.

2-إرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وقد أظهرت قناة الحرة الأمريكية الرئيس صدام حسين اثناء محاكمته  في وضع مهين مكبلا بالسلاسل من اليدين والقدمين واهتمت القناة بتصوير الانتهاكات في عهده، فعرضت صورًا لهياكل عظمية لمواطنين عراقيين من قرية الدجيل قام صدام حسين بقتلهم ، واهتمت بعرض صور المعرض الذي قام به أهالي قرية الدجيل العراقية والتي تضمنت صورا لأطفال وعوائل عراقية قام صدام بقتلهم أو تعذيبهم حتى الموت ، كما قامت القناة بعمل لقاءات مع بعض العراقيين الذين عانوا من نظام صدام حسين.

لم تقم كلتا القناتين  بعرض صور أي خسائر في صفوف القوات الأمريكية أو المتعددة الجنسيات سواء كانت صورا لمصابين أو قتلى ، والصورة الوحيدة التي قدمتها قناة الحرة لخسائر قوات الغزو ، كانت صورة لجندي أمريكي فقد جزءًا من ساقه من جراء الحرب في العراق ،  وقد أظهرته القناة مبتهجا بعد ما عاد إلى بلده وأهله حوله يحتفون برجوعه.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق