الفكر

الشاعر محمد عبدالله صالح : القصيدة عندي حالة وجدانية وشعورية وأقحمت الشعر في أشياء لا تعنيه بالمرة

أحب الشعر منذ صغره وتأثر بوالده الذي كان شاعرا في الثمانينات يعتبر القصيدة حالة وجدانية وشعورية عضو نادي قنا الادبي شارك في العديد من المهرجانات والمؤتمرات في مصر فاز بالمسابقة التي إقامتها وزارة الرياضة والشاب أنة الشاعر محمد عبدالله صالح

 في البدء من هو محمد عبد الله صالح؟

محمد عبدالله صالح من مواليد قرية الجبلاو بمحافظة قنا في صعيد مصر عام 1985،حاصل علي بكالوريوس الخدمة الاجتماعية عام 2006،عضو نادي أدب قنا.. سكرتير عام المنتدي الثقافي بقنا… ورئيس النادي الثقافي بالجبلاو.أكتب الشعر الفصحي وتحديدا قصيدة النثر .

صدر لي ديوانان الاول باسم (الف طفل بايعوا الرماد) عام 2017 والثاني ( رسالة سماوية أخري) عام 2018.

وقد تم عمل العديد من الدراسات النقدية من قبل متخصيصين في النقد والادب والبلاغة… وحاليا أقوم بتجهيز ديواني الثالث والذي لم أستقر علي عنوانه حتي الآن.

تم نشرت قصائدي في العديد من المجلات والجرائد المصرية المطبوعة منها علي سبيل المثال ( روز اليوسف _ منبر التحرير _ اخبار الادب _ الجنوبي وغيرها) ….حصلت على المركز الأول في مسابقة الشعر التي أقامتها وزارة الشباب والرياضة عام 2017 .

يقال إن الكتابة إغواء.. فمتى كانت أوّل مرة أغوتك فيها الكلمة و جعلتك تصافح أوّل حرف؟

حياتي مع الشعر بدأت في عام مبكر حيث كنت أمارس هواية الالقاء وكنت أشارك في مسابقات الإلقاء وأنا في العاشرة من العمر ثم بدأ تعلقي بالشعر أكثر وأكثر وبدأت الكتابة وأنا في الثامنة عشر من العمر .

ثم التحقت بالمرحلة الجامعية وهناك أسست مجموعة شعرية عرفت باسم (الجماعة الأدبية) وكنت رئيسها علي مدار الأربع سنوات من الدراسة وقد ضمت أكثر من 200 عضو شعراء وشاعرات وقد قدمنا العديد من الأمسيات والندوات الشعرية وتمت إذاعة بعض حفلاتنا في الاذاعة المصرية وقد قدمنا العديد من المسرحيات على مسرح الجامعة، وبعدها تخرجت وانقطعت عن الكتابة لمدة 5 سنوات.

انشغلت بأمور الحياة وغيرها ثم رجعت الي الكتابة مرة اخري وبدأت أخطو بجدية تامة تجاه مشروعي الأدبي إلى ان التقيت بأعضاء المنتدى الثقافي بقنا الذين أخذوا بيدي وتبنوا موهبتي الي انا وصلت الي ماوصلت اليه الان.

 كيف تُقيّم واقع الشّعر بمصر والوطن العربي؟

هذه الصراعات أثرت علي النمو الشعري وأقحمت الشعر في أشياء لا تعنيه بالمرة… غير أنني أرى أن قصيدة الفصحى بدأت في التلاشي حيث أن أغلب الشعراء الجدد في الوقت الحالي اتجهوا لكتابة القصيدة العامية لما لقصيدة الفصحي من ثقل… أيضا أرى ظاهرة انتشرت في مصر وهي التقليد، أي أن الشباب الذين يكتبون حديثا يقلدون شعراء آخرين في كتاباتهم.

أعلم أن هذا يأتي عند أكثرهم عن غير قصد بل لانهم متأثرون بهذا الشاعر فنجد صوته بارزا في كل قصائدهم أمر آخر يحزنني كثيرا وهو عدم اهتمام دور النشر بالمضمون وبالمادة المقدمة للطبع وأصبح أدبهم موضوعا النشر بمثابة تجارة يروجون لها وطبعا هذا يسيء كثيرا ويجور على حق مبدعين حقيقيين لا يملكون نفقات طبع كتاب وبالتالي لا يخرج إبداعهم إلى النور.

الحركة الثقافية في كل أنحاء الوطن العربي و في مصر لا تشوبها سوى المصالح والمجاملات وتبادل المنفعة في حين أن الأدباء الحقيقيين يجلسون في بيوتهم مما يجعلنا نقف أمام أشباه شعراء اعتلوا منصات التتويج و أطلق عليهم ألقاب لا حصر لها.

وهذه ظاهرة تؤلمني كثيييرا… 

للشاعر في أبوابه أسرار و ألغاز..فماهو الباب الذي تفتحه لك القصيدة عند لقائك بها في منحدر اللغة؟ هل هو باب الحب ام الحنين ام النسيان أم الطفولة….؟

القصيدة عندي حالة وجدانية وشعورية، متى تأتيني القصيدة أفتح لها ذراعيا متلهفا لخروجها علي الورق.

أما عن من اي باب فأنا أكتب القصيدة كما هي وكما أحسها وأشاهدها بداخلي، أعرف اني اتهمت بالحزن والسوداوية في كتاباتي حتى أُطلق علي اسم (الشاعر الباكي) من قِبل أحد النقاد الذين تعرضوا إلى قصيدتي.

هناك دااائما همّ ومعاناة تأخذني دااائما حينما أقوم بالكتابة، أؤمن أنّ القصيدة رسالة تكتب لتقدم مفهوما وهدفا نبيلا يتمنى الشاعر تحقيقه.

المرأة عنصر حاضر في كتابات جلّ الشعراء إن لم نقل كلّهم..فمالذي تمثّله المرأة بالنسبة إليك؟

المرأة هي الأم والأخت والابنة و الحبيبة…لا تخلو قصائدي من ذكر المرأة لقداستي لها وأعتزازي بكونها بجانبي، المرأة بكل صفاتها هي ملهمة الشاعر و أرى أن كل مخ كتب عن المرأة فهو صادق الحس والمشاعر فمن كتب قصيدة عن أمه فهو صادق الحس والمشاعر معها وكذالك الابنة والاخت و الحبيبة.

المرأة هي السبيل الوحيد للكتابة، فكلنا نكتب عندما نحب، وكلنا نكتب عندما نحزن، وكلنا نكتب عندما نشتاق، وكلنا نكتب عندما نفارق، المرأة نهر خالد للشعر ينهل منه الشاعر حروفه وكلماته.

 من المتعارف أن الشاعر يتأثر بشعراء يأسّسون حجر القاعدة لبداياته.. فبمن تأثرت بالأساس؟

أول من أثر في محمد عبدالله صالح هو والدي عبدالله صالح، فقد كان شاعرا من جيل الثمانينات وقد صدر له ثلاث دواوين (السمراء) و (قلب بلا مأوي) و (مركب الوهم).

تأثرت بقصيدة والدي كثيرا، و كان يكتب قصيدة التفعيلة، كنت دائم الحرص على اقتناص الكتب من مكتبته الخاصة والانفراد بهم حتى أُتمّ قراءته، فكان لوالدي تأثير كبير في تكوين موهبتي الشعرية.

هناك أيضا من تأثرت بقراءة قصائدهم وأحببتها كثيرا منهم ( أملدنقل_ محمد الماغوط_محمود درويش _أدونيس _نازك الملائكة)وغيرهم كثيرون.

أما عن الوقت الحالي فلقد كان للشاعر امبارك أحمد ابراهيم القليعي تأثيرا كبيرا علي محمد عبدالله صالح وأنا بكل حق أدين لهذا الرجل بالفضل الكبير فبدونه لما اتخذت قرارا بطبع ديوان وغير ذلك.

لقد كان معلما لي و أثق تمام الثقة في حسن ذائقته.

لهذا الرجل كل التحية والامتنان والعرفان بالجميل غدا و لن أنسى المنتدى الثقافي بقنا وهو المحطة الاساسية في حياة محمد عبدالله وله دور كبير في الوصول إلى ماوصلت به الان، لهم مني ايضا كل التحية والتقدير.

 أيهما أقرب إليك: الشعر الحرّ أم العمودي؟ و لِمَ؟

أسلك مسلك المفاضلة بينهم إلا انني اكتب قصيدة النثر ورغم ذلك لا استطيع منع نفسي من الإشادة بالقصيدة الجيدة مهما كل قصيدة محببة لي لأنني تعتبر عملا إنسانيا يقدم رسالة ومفهوما وهدفا.

أما عن كونها تقليدية أو تفعيلة أو نثرا فأنا لا كان جنسها. 

الكتابة الشعرية انخراط عنيف في الإنصات لعوالم الداخل المشبعة بالجرح والحلم..فهل تؤمن بأن الشعر قادر على تغيير العالم إلىما هو أنقى وأصفى في ظل السلم والسلام بعيدًا عن الحروب و العنف؟ و ماهو دور الشاعر؟

الشعر هو صرح عملاق يتم تشيده من قبل كتاب مؤمنين بدور الشعر وقدرته على التعبير عن كل ما بداخلنا.. الشعر رسالة إنسانية سامية لو قامت بكامل دورها لرأينا الجمال في شارع وجدار.

الشعر قادر على أن يغير مسارات كثيرة شريطة الإيمان به والإخلاص علي تقديمه علي أكمل وجه بكل محبة وصدق وأقصد محبة في الشعر ولذات الشعر نفسه.

أما عن دور الشاعر، فتقع على كاهله مسؤوليات كبرى في تقديم كل مايدور بذهن الشّاعر و توثيقه وعرضه.

أعتقد أن الشاعر هو كاميرا لرصد الإحداث والمشكلات و معالج حينما يطرح حلولا لها في قصائده.

الشاعر إنسان نبيل حقا لا يترك أحدا يمر إمامه دون التفاتة له والتعرض لمأساته ومعاناته. فالشاعر لا يحمل مأساته ومعاناته هو و حسب بل مجتمع بأكمله.

هل شاركت بمهرجانات شعرية بمصر أو خارجها؟ و ما الذي أضافته إليك؟

أقامته في محافظة مرسى مطروح. أما عن خارج مصر فلم تتح لي الفرصة للمشاركة بعد… لكنه أمر مشرف وأفخر به ح بالنسبة لداخل مصر شاركت في العديد من المهرجانات والمؤتمرات المختلفة و آخرها مؤتمر أدباء مصر والذي تم ينما أمثل بلدي في مهرجانات ومؤتمرات خارجها.

برأيك، هل تعتبر أن المثقف المصري مهمّش من قِبل الإعلام؟

المثقف المصري مجهول تماما بالنسبة للإعلام. كما ذكرت في السابق ان المسألة أصبحت من أجل المصلحة وتبادل المنفعة والمجاملات فنجد أشباه الشعراء يتصدّرون شاشات التلفاز بينما يُهمّش المبدعون الحقيقيون.. أعرف في الجنوب عمالقة ولا أحد يلتفت إليهم.

و في المقابل أشاهد رجلا يتخذ صفة شاعر و يصعد منصة الإعلام أو التتويج وهو لا يملك حرفا جيدا في قصيدة.

للأسف نحن في تهميش متعمد ومقصود،الكل يعلم أن المبدعين الحقيقيين في مصر في الجنوب و أن الشعر خرج من رحم الجنوب ورغم ذلك يتم تجاهلهم لإبراز فئة معينة تبتذل الشعر..و هذا غير عادل بالمرة.

لمن يخطون خطواتهم الأولى في الكتابة، هل من كلمة لهم؟

أقول لكل من يخطو ناحية الكتابة تعامل مع القصيدة بمحبة ورفق ولا تشعرها بأنها حمل ثقيل. تشعر براحة حينما تلقيها على الورق.. و اجعل لنفسك صوتا مختلفا وبصمة خاصة تعرف بها فالمقلدون لا يصلون إلى شيء.. داوم على القراءة والاطلاع والتثقيف فهم مخزون الشاعر الذي ينهل منه… وأيضا تقبل النقد بصدر رحب وإياك ان تُعجب بما كتبت فهذا الشعور يرفع أمامك لافتة الوقوف عند هذه النقطة… اجعل الشعر بالنسبة لك رسالة وهدفا. اكتب الشعر من أجل الشعر.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق