منبرالراي

التطبيع العربي بعيون إسرائيلية بين الولد المطيع و”المشاغب”

إياد القيسي

في الوقت الذي تطبع فيه الإمارات والبحرين ومصر والسودان وغيرها  ، فضلا عن طابور عربي جديد من المطبعين ينتظر الدور خلال الايام المقبلة، فتلك الدول لا تقبل  التورط بما يسمى التخابر مع حماس او دعم فصائل مقاومة حتى تظل “الولد النجيب ” لدى اسرائيل وفي عيون نتنياهو.

بينما “الولد المشاغب ”  أو الولد السيء بحسب ما زعم الكاتب الاسرائيلي في صحيفة هآرتس يوئيل جوجنسك في الوصفة التي قدمها لحكومته  ،هي قطر ،والشر معها ضروري ولكن لماذا ؟؟ يأتي جواب هنا على طبق من ذهب ، كونها “فوبيا ” تسبب القلق والخوف في وجه الخانعين او سمهم ما شئت الذين ينعمون بدلال الكيان تحت سطوة الموس الاجنبي الذي لطالما اعتادت عليه دول كثيرة في سبيل الرضا والاستقرار، فتوحدت الموسادات العربية والموساد.

وبعد أثارت الشكوك بين الجلاد والضحية تقف قطر صامدة في وجه معسكر التطبيع وتبقى مثل عش دبابير في وجه اسرائيل، كونها تستضيف عناصر متطرفة  ترفض النزاع ولا تقبل القسمة على فلسطين مها كلفها الثمن ،و ربما أو بالتأكيد فقد اصبحا ديدن الاحرار ونهجهم في هذه المرحلة ديالكتيك مثار للجدل ،فيما لم تعد الخيانة وجهة نظر بل أصبحت حقيقة واقعية امام مرئ ومسمع الجميع من العرب.

وفي السياق ذاته،  ترمي اسرائيل دراستها وأجنداتها داخل اروقة الصحفة العربية والفلسطينية التابعة لها في محاولة لصبغ قطر وابعادها عن القضية الفلسطينية وقطع العلاقات مع حلفائها في محور المقاومة ،و لعلها تكسب قضية رأي عام يتمخض عنها قرار سياسي مهمته اقصاء قطر التي تعتبر رأس حربه في وجه الكيان.

فمثلا جوجنسكي في مقالته التي ترجمتها واعادت نشرها جريدة الايام الفلسطينية لا تبتعد كثيرا في طروحاتها عن قطر ودورها في الملف الفلسطيني وتحديدا دعمها المالي لقطاع غزة عما ورد في تقرير”المعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية الإقليمية» (ميتفيم) بعنوان «إسرائيل وقطر: علاقات الظل والقضية الفلسطينية»، للباحث في المعهد والمحاضر عن دول الخليج في جامعة بن غوريون، وميخائيل يعاري.

وفي  حساب المكاسب الاسرائيلية من تطبيع علاقاتها مع قطر يكرر جوجنسكي ما ورد في تقرير معهد”ميتفيم ” فللدوحة تأثير كبير على ما يجري في الضفة الغربية وتستثمر اموالا طائلة في غزة تساعد من خلالها  على التهدئة حتى في الضفة الغربية مما سيساعد التطبيع معها من زيادة استثماراتها لصالح غزة ومواطني اسرائيل بخلاف الامارات والسعودية عديمتا التأثير في الساحة الفلسطينية وليست لديهما الرغبة في الاستثمار في الوقت الحالي.

اذن ، اسرائيل وجدت نتائج جيدة في مرحلة حصار قطر الجائر ويبدو تحشيد على تعقيد ازمة المصالحة في الوقت السابق والتي كان من ابرزها المس بالقضية الفلسطينية بات واضحاً وذلك  من خلال: حصار المقاومة، وتوفير بيئة لفرض “تسوية” وفق المعايير الإسرائيلية، وشرعنة الاحتلال.

إلى ذلك اعتبرت حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب أن الحملة على قطر تحسّن فرص تمرير مشروع “التسوية الإقليمية”، الذي ينظّر له رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ويقوم على التطبيع الكامل والعلني بين إسرائيل والدول العربية.

ملخص الرواية هو ان العداء وخلق معارضة من اجل معارضة اخرى هو ابعاد قطر عن صورة المشهد في  محاولات وكيل اتهامات من اجل  صبغها بدعم الارهاب ،واحداث تصدعات في هيكلها إزاء دعمها النظيف للقضية الفلسطينية التي تعتبر الداعم الرئيسي لها ،وما تريده اسرائيل كسر النفوذ القطري في الساحة الفلسطينية وهذا ما يحدث خلل جسيم في اوراقها السياسية من خلال ايران وحماس وتغير قواعد الاشتباك، ليبقى سفك الدم الفلسطيني مباح  كلما سال” ثمنه بخس دون شركاء “،فالطعن من ذوي القربى كان اشد فتكا من العدو نفسه بقوته وجبروته.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق