الصحةمنبرالراي

الفيروس و”التجربة القطرية”: تطعيم كل الوافدين والاستحواذ الاستثماري على “الانتاج الالماني” وأطنان من اللقاحات للدول الفقيرة

إياد القيسي

 تعاملت دولة قطر في وقت استباقي ومن الوهلة  الاولى منذ ظهور الجائحة للحصول على افضل انواع اللقاحات المعتمدة عالمياً من قبل الشركات  ،وذلك بهدف التطعيم المجاني لجميع الفئات السنية من المواطنين في قطر.

 وفي خطوة مهمة لاحتواء الفيروس  وعودة الحياة لسابق عهدها دون وباء ، بادرت الدوحة بكل حزم وعزم على توفير اللقاح وقامت بتقديمه مجانا لجميع سكان البلاد المواطنين والوافدين من العمال والاجانب ، وفق عبد اللطيف الخال رئيس المجموعة الاستراتيجية الوطنية للتصدي لكورونا في قطر.

وعلى الرغم من تطور اللقاح الذي اعتمدته وزارة الصحة  من تحالف شركتي «فايزر» و«بايونتك»  و تمت الموافقة عليه من قبل هيئة الغذاء والدواء الأميركية للشروع في استخدامه من أجل التصدي لكورونا، الا انها  قطر إرتأت عملية التفحيص والتمحيص  ،حتى أثبتت الدراسات الإكلينيكية أنه آمن وفعال، علما بأن هذه الدراسات شملت عشرات الآلاف من المتطوعين في عدة دول، كما تم اعتماده في الكثير من دول العالم، بما فيها المملكة المتحدة.

وأفاد مسؤولون قطريون انه من المخطط توفير اللقاح خلال عام 2021 واعتمادا بشكل أكبر بعد الحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة حرصا على شعبها  والانسانية جمعاء.

إلى ذلك ، لم تتوقف قطر عن فكرة رصد الميزانيات والموارد اللازمة لتطوير اللقاحات من اجل القضاء على الفيروس ، خاصة ومع انتشار سلالة جديدة من الفيروس في عدة دول ، اذ  أعلنت شركة «كيورفاك» الألمانية لتصنيع اللقاحات استحواذ «جهاز قطر للاستثمار» ضمن مجموعة مستثمرين على حصة فيها مقابل 200 مليون دولار.

وقالت الشركة في بيان أن التمويل القطري هو الرابع الذي حصلت عليه منذ بدء جائحة كورونا بإجمالي 640 مليون دولار. وتطور الشركة المتخصصة بالتكنولوجيا الحيوية لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا، وتتوقع بدء إنتاجه خلال العام الحالي.

وأوضح رئيس الشركة فرانز فيرنر هاس، في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية ، أنه من المُخطَّط أن تنتج شركته 600 مليون جرعة من اللقاح بحلول نهاية العام الجاري، ونحو مليار جرعة أخرى في عام 2022.

  وتعتبر هذه أحدث خطوة لـ”جهاز قطر للاستثمار” في إطار استراتيجية لتوسيع استثماراته العالمية في مجالي التكنولوجيا الحيوية والطاقة المتجددة.

وكانت قطر سداً منيعاُ للفيروس في كافة الاتجاهات والاصعدة ، حيث قدمت  مساعدات طبية لأكثر من 20 دولة في أنحاء العالم منها فقيرة ، بالإضافة إلى تقديم مساهمة مالية بمبلغ 140 مليون دولار لمؤسسات الرعاية الصحية متعددة الأطراف التي تعمل على تطوير اللقاحات.

وأعلن الشيخ تميم بن حمد ، في معرض كلامه بمؤتمر القمة العالمي للقاحات 2020 ،عن تعهد جديد من دولة قطر بقيمة 20 مليون دولار دعماً للتحالف العالمي للقاحات والتحصين “جافي”.

ومن أبرز الدول  التي استفادت من المساعدات كانت في ”  آسيا ” وشملت الصين بتقديم 300طن من المستلزمات الطبية ، ونيبال ايضا مساعدات طبية ، اما الشرق الاوسط شملت لبنان 10 أطنان من المستلزمات الطبية ، فلسطين 150دولار لقطاع غزة ومعدات واجهزة طبية قيمتها 10 ملايين دولار للضفة ، وايران 45 طناً من المساعدات الطبية ، اما اوروبا حظيت ايطاليا بـ 1260 طناً من المستلزمات الوقائية ومشافي ميدانية.

وفيما يتعلق باللقاحات ، رجحت مصادر مطلعة ان قطر ستقدم اللقاحات للدول الفقيرة التي عانت من ويلات الحروب والدمار بما فيها فلسطين واليمن ولبنان وباكستان وبنغلاديش والسودان وقرغيزيا ومالي وتشاد وكينيا، وغيرها من الدول التي تنظر اليها بعناية واهتمام بالغ ، مشيرةً إلى انه من المقرر ان تقدم جرعة اللقاحات بحلول عام 2021.

يشار إلى أن دولة  قطر  وقعت عدة اتفاقيات تعاون مع عدد من المنظمات الدولية والأممية مثل منظمة اليونيسف والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA لتمويل ودعم الجهود الوقائية والتوعوية لمواجهة كورونا . ذلك بهدف الوصول لأكبر عدد من المستفيدين وتحسين ظروفهم المعيشية.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق