الأدبالثقافةمعارض

حضور وهّاج للوطن والحب في في رواية “هاتف الرّياح” للكاتبة اللبنانية مريم مشتاويعن

صدرت مؤخرا رواية “هاتف الرّياح” للكاتبة اللبنانية مريم مشتاوي التي ستحلّ ضيفة على تونس لتشارك في فعاليات الدورة 11 لـ”مهرجان قافلة المحبّة”الذي تنظمه الرابطة العربية للفنون والابداع التي ترأسها الروائية فتحية الهاشمي وذلك من 1 الى 3 جوان القادم بتونس العاصمة وباشراف ودعم من وزارة الشؤون الثقافية ومندوبيتها بتونس وبفضاء النادي الثقافي”الطاهر الحداد”.

ما يميّز هذه الروائية كاصدار جديد للكاتبة مريم مشتاوي بعد اصدارها لروايات “عشق” و”جسور الحب” و”تريزا أكاديا”ما تكتزه الرواية من عواطف جيّاشة واحاسيس انسانية كبيرة وتفاعلات من خلال الرؤى والاحلام وحتى الكوابيس مع الجمال وحضور باهت للاسطورة وتغنّ بعشق الوطن الذي يمثّل لهذه الروائية المغتربة ظلّ حنينها لموطنها الاصلي.

تبدو الرواية مهمومة بمواضيع عدة منها حب معلم راحل تحبه البطلة كمعلم حقيقي استنارت بأبوته وتعاليمه ومنها حب رجل آخر التقته في خضم الحياة الهادرة وأحبته وأحبها وتركها لأسباب أسرية لكنها ظلّت متعلّقة به وتسرع باحثة عنه حين تعلم بمرضه النفسي الخطير وحب آخر هو حبها لتلك المرأة العجوز الغامضة التي ظهرت أمامها فجأة كأنها أو بالفعل خرجت من حلم ما أو كابوس ما وكان لها حيز كبير في الرواية حيث أنها مفتاح مهم للوصول إلى ما كان يخبئه المعلم الراحل صادق كما كانت تناديه ماريانا البطلة وتتبع خطى ماضيه بتتبعها لخطى المرأة العجوز التي لم يخبرنا النص صراحة أي كابوس من تلك الكوابيس العديدة لدى البطلة يليق بهاوضمن عدد من التلميحات يحضر نص الرواية مغر بالقراءة الى اخر حرف لها لنعيش مع بطلتها احداثا متعدّدة متقاربة في اللازمان واللامكان المفتوحين على افق الانتظار والحلم. هذه الرواية كما كتب عنها الكاتب السوداني أمير تاج السر “تقترح علينا منذ بدايتها الشجن لتسير عليه وعبر مناجاة رقيقة تناجي بها البطلة معلمها الراحل وضمن شجن أشبه بالقصيدة الطويلة أو المناحة المعروفة في الفقد ذلك انه هناك ماض مشترك بين ماريانا وصادق كان هو المرجع الأساس في حياتها والآن بدت لها الحياة تتهاوى شيئا فشيئا لتتتكشف حياة البطلة التي عاشتها قبل رحيل المعلم والتي عاشتها صحبة بطلها الخاص حبيبها الذي كان حاضرا وغاب فجأة لأن الزواج غير ممكن ففي ظل حياتها كإعلامية غارقة في العمل الصحافي وتتابع الأحداث بدقة ووعي، حتى وهي في قمة الأسى”واذ تسافر البطلة من لندن التي كانت تجري فيها الأحداث إلى بيروت في أيام المظاهرات والاحتجاجات الشعبية يطرح هذا النص الروائي مأزق الهوية والتي تتجسد في شكل هويات وهي هوية الحب الأول وهوية اللحظات العنيفة من الموت الكثيف في مظاهرة هادرة محتجة ليحضر في هذه الرواية الشعر والفلسفة في استحضار فيلسوف معروف هو أنطونان أرتو وبعض مواقفه، وقصة حبه هو الآخر وأيضا الأحلام التي قد تظنها حقيقة تارة وتظنها وهما تارة أخرى لتصف الرواية وباحساس عميق معاناة المرأة باعتبار أن الكاتبة المرأة أقدر على وصف الدواخل ذلك أنها تتبع إحساسا مرهفا في الغالب.وعموما تتميّز هذه الرواية بجرأتها إلى حد ما لتنظاف إلى رصيد الكاتبة بعد روايات أخرى تحدثت فيها عن الهجرة واللجوء ومعاناة السوريين والموت في عرض البحر وكل تلك الأحلام المجهضة في كل مكان.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق