آراء

شطحات من واقعنا التعيس

حلم واحد ومكان واحد تسابق نحوه الجميع متسلحين بأكياس صغيرة من الحلوى وبعض الألعاب طمعا في مداعبة حيوانات حديقة البلفيدير والتقاط صور تذكارية تترجم عناق  براءة  مشتركة بين الأطفال والحيوانات.

ولن تتخيلوا الحيوان الذي نصبه الصغار ملكا وتربع على عرش قلوبهم الصغيرة بل لبسوا أفضل الثياب لأجل عيونه وجلبوا له معهم أكلته المفضلة ’’الكاكي’’، إنه القرد الذي ظل رمزا للسخرية والازدراء من قبل الجميع إلا أن الطفولة البريئة توجته ملكا معززا مكرما خلافا لجميع الحيوانات.

 كم أنت محظوظ أيها القرد، ربما أوفر حظا من ذاك المهرج الذي لبس خرقة مزركشة بالية وأنفا مستعارا من أجل حفنة من الملّيمات يبتاع بها مساءا بعض من الرغيف والحليب لصغاره، إنها عبثية الحياة أن يسوّى قدر ذلك المهرج بقدر قرد البلفيدير بل يحظى القرد بإقبال أوفر ومجاملة واهتمام أكثر منه.

ذلك المهرج يبعث البهحة في نفوس أطفالنا ويقدم عروضا فرجوية كلها ضحك وبهجة إلا أن داخله يصرخ ويسخر من عبثية قدره المشؤوم الذي حكم عليه بترجمة دموعه في ضحكات عالية ورقصات بهلوانية تراجيدية ترجمت شطحات الحياة وشطحات الفاعلين في مجتمعنا اللعين وواقعنا التعيس، ترى هل نحيا ’’كركوزا’’ لنعيش؟؟ أم نعيش لنحيي ’’كركوزا’’   فينا؟؟.

شطحات من واقعنا التعيس عندما يتحكم في قدرنا إبليس عجبا لأمة تضحكها حسرات المغضوب عليهم وتناثر أمالهم  في زمن تبعثر الملّيمات على عتبات الحانات ونهود بائعات الهوى والحانات بعدها حانات وبائعات الهوى بعدها تبيع الهوى والمليمات بعدها تتبعثر … إنه القدر قدرك أيها المسكين عندما لعبوا الورق أن تكون رهانهم فتسابقوا نحوك لأنك تصرخ فأخذوا منك صوتك وتسلمت صك  ’’الكراكوز’’ وانصرفوا عنك ساخرين ضاحكين وتركوك تؤدي دورك البهلواني على خشبة مسرح الحياة وجلسوا هم على الكراسي ليتابعوا العرض بكل هدوء وفي النهاية أسدلوا الستار وظللت أنت في الكواليس وهم تحت عدسات الكاميرا يجاملون ويبتسمون، عذرا أيها ’’الكاراكوز’’ أنت من جعلت من نفسك خرقة بالية تتقاذفها أفواه الطمع والخبث واللؤم فماذا جنيت يا وجه الشؤم عندما تسلمت صك ’’الكركوز’’. 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق