آراء

أسرار قصف المفاعل النووي السوري… نهاية المطاف

فالفشل صار قاب قوسين أو أدنى ، وتفاصيل تلك الحرب البربرية تتناقلها وسائل الإعلام في تلك الأيام الحالكه طار إلى واشنطن – مئير داغان – رئيس الموساد الإسرائيلي ، يحمل معه أسرارا غاية في الأهمية – مثيرة ومخيفة أيضا – في جلسة سرية داخل المكتب المضاء بنور الشمس من الجناح الغربي للبيت الأبيض انتشرت على طاولة القهوة مجموعة من الصور التي تظهر مبنى غريب المظهر يرتفع قليلا خارج تكوين الرمال في الصحراء الشرقية لسوريا ، نائب الرئيس الأمريكي – ديك تشيني – وجد نفسه مذهولا .

لم يكن لديه ما يمكن أن يقوله أو يعرض أي تعليق على الصور والمعلومات التي أكدتها تلك الجلسة السرية ، لكن – مائير داغان – أطلق تعليقا مقتضبا قال : ” أنهم حاولو إخفاء ذلك أسفل الوادي والمكان كما ترون ليس هناك سكان من حوله ، في أي مكان لا يتخيل العقل ذلك” توقف لحظة ثم أضاف جازما ” لا يمكنكم ان تقولوا أنها محطة لتوليد الكهرباء ، ليس هناك خططا أخرى إنتاجية ، بكل تأكيد أقول الحكومة السورية أنشأت ذلك المبنى لإنتاج ” البلوتونيوم ” وأوضح أكثر عندما قال مضيفا من جديد ” السوريون كانوا يبنوون سرا محطة نووية من خلال مساعدة خبراء من كوريا الشمالية …!
 أيام صعبة وقرار متردد
كانت تلك الأيام صعبة جدا في اتخاذ أي قرار عسكري – أمريكا – متورطة في المستنقع العراقي – أو بشكل أدق في حربين يشكلان أكبر التحدي في تاريخها المعاصر ، وكلاهما لا يحظى بشعبية داخل الولايات المتحدة الأمريكية ، وكما لأثبتت الوقائع كلا الحربين لا يبدو لهما نهاية في الأفق .

وعلى الرغم من قوة الولايات المتحدة الأمريكية العسكرية مقارنة مع قوة العراق وأفغانستان إلا أن التورط سبب الصدمة الكبيرة حيث الخسائر المتلاحقة ، الغضب قد تعاظم وظهرت حزمة كبيرة من المشاكل التي رافقت الحرب وبدأت تتعالى أصوات الاحتجاج الشعبي في أمريكا.

اتخذ نائب الرئيس ” ديك تشيني ” بعد التشاور مع المبعوث الإسرائيلي القرار بضرورة ماينبغي القيام به وكان النص السري للقرار ” يجب شن هجوما مفاجئا وفوريا على سوريا ” ، يقول – ديك تشيني – في مذكراته بهذا الصدد ” أن ذلك الهجوم يجعل المنطقة والعالم أكثر أمنا وأيضا يثبت جديتنا فيما يتعلق بمنع انتشار الاسلحة النووية ” .

بينما كانت استراتيجية جورج دبليو بوش تعمل على تدمير مرتكزات الارهابيين ومحاربة الدول التي تقوم بإيوائهم ، وذاك نص التعهد الذي أدلى به أمام الكونغرس في يناير – كانون الثاني عام 2002 وجاء فيه ” أن الولايات المتحدة الأمريكية لاتسمح للأنظمة الأكثر خطورة في العالم على تهديدنا مع وجود الأسلحة ذات الطبيعة الأكثر تدميرا في العالم ” كان هذا القرار الاستراتيجي قد دفع الولايات المتحدة إلى اتخاذه بعد الهجمات على مركز التجارة في نيويورك وواشنطن من قبل مجموعات تصفها الحكومة الامريكية بالارهابية وتؤكد انتمائها لتنظيم القاعدة وردا على عملية الارهاب وما نتج عنها وضعت الولايات المتحدة في أولوياتها مهاجمة الدول التي تعتبرها حاضنة للإرهاب مثل إيران والعراق وكوريا الشمالية وصنفتها تحت مسمى محور الشر ..
” يتبع “

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق