المنظمات

رسالة إلى رئيس الحكومة المكلّف 

يبدو أنّ قدر الحكومات المتواترة بعد الثورة أن تفشل سريعا وبشكل ذريع، والمعضلة أنّها جميعها وقفت على سبب هذا الفشل الذي يعود في جوهره إلى ضعف “الأداء الإتصالي”، هذا الضّعف الذي يعزى، في الواقع، إلى استمرار سياسة التغييب والتجاهل المتّبعة تجاه المكلفين بالإعلام والإتصال، هؤلاء الذين هم في نهاية المطاف صحفيّون ينضوون صلب “السلك المشترك للصحفيين العاملين بالإدارات العموميّة”، والذين يعلم القاصي والدّاني أنّهم كفاءات إعلاميّة قدّمت الكثير لمؤسسات الدّولة وأسهمت في تنميتها وتنفيذ برامجها.

السيّد رئيس الحكومة المكلّف،

كلّ حكومة تنطلق في أعمالها إلاّ ونضع في اعتبار القائمين عليها الأمراض التي أصابت “الإتصال الرسمي”، الذي أمسى متشرذما متصدّعا، بل “أوهن من خيوط العنكبوت”، لكن أهل الشأن لا عين رأت ولا أذن سمعت، وبقيت حال القطاع، كحال حليمة، بل انجرّ عن ذلك تصدّع العمل الحكومي وفشل واضح في أداء الوزراء وولاّة الجمهوريّة وفئة واسعة من المسؤولين الحكوميين، وذلك لعدم قدرتهم على بناء علاقات اتصاليّة إيجابيّة وذات جدوى سواء تجاه الرأي العام الوطني أو الخارجي، وممّا كرّس الفوضى وزاد الأمر تعقيدا التعويل على غير الإتصاليين واستبعاد أبناء المؤسّسة ذاتها.

السيّد رئيس الحكومة المكلّف،

“النقابة الوطنيّة للمكلفين بالإعلام والإتّصال العمومي” كما يهمّها حقوق منظوريها يهمّها أكثر مصلحة المهنة من ناحية معايير “الحرفيّة” و”الجودة” و”السّرعة” و”الدقة”، وخاصّة ما يتعلّق بالشفافيّة والحياديّة، ولأجل ذلك اجتهدت خلال السنوات الفارطة من أجل الإرتقاء بالقطاع والنهوض بوضعيات أبنائه الذين ما زالوا يكابدون كل مظاهر التجاهل والتهميش والتعسّف في بعض الحالات، لكن يبدو واضحا أنّ الحكومات التي أفلت لم تكن جميعها على استعداد ليكون لهذا الإتّصال الرسمي هيكل واضح وقانون أوضح يضبطه.

السيّد رئيس الحكومة المكلّف،

للعلم وللإعلام أيضا ، لم تعرب “النّقابة” أو توجّه لومها، البتّة، لأيّ “مستشار مكلّف بالإعلام والإتّصال” تمّ تعيينه سابقا أو سيتمّ تكليفه لاحقا في خطّة “مستشار مكلّف بالإعلام والإتصال لدى رئيس الحكومة” لأنّ “النقابة”، (بمعنى أعضائها)، تعلم علم اليقين أنّ هذا “المستشار” ليس صاحب قرار من شأنه أن يكفل تنظيم القطاع وهيكلته بشكل رسمي ومؤسّسي دائم، فضلا عن ظاهرة تداخل السياسي بالحزبي بالحكومي، بغير ذلك، فلوم “النقابة” تسوقه وتوجهه للحكومات الآفلة التي خيبت ظنون الإتصاليين فيها رغم أنّها خدمت مصالحها من خلالهم.

السيّد رئيس الحكومة المكلّف،

حان الوقت لتأخذوا بزمام الأمور، وتتخذوا القرار المناسب، وتعجّلوا بالإلتفات إلى الإتّصاليين، حان الوقت لفتح باب المشورة وتبادل الرأي مع الهياكل المهنيّة سواء كان مع “النقابة” أو غيرها من الممثليات الأخرى للقطاع بشكل يحسّن من الأداء ويقدّم الإضافة المطلوبة غير المحقّقة طيلة أكثر من 5 سنوات.

السيّد رئيس الحكومة المكلّف،

“النقابة” لديها مشروع جدّي لإعادة هيكلة “مصالح الإعلام والإتّصال الرسمي” من المزمع أن توافيكم به حال مباشرتكم لمهامّكم.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق