متابعات اعلامية

سوء إدارة الإعلام والإتّصال وراء فشل عمل الولاّة

ولعلّ ما يلخّص هذا الرأي ما ذهب إليه القيدوم المحنّك في مجال الصحافة والإعلام والإتصال الأستاذ محمود الحرشاني الذّي أكّد أنّ “تنظيم العلاقة مع ممثلي وسائل الاعلام والصحافيين من اوكد واجبات والي سيدي بوزيد الجديد حتى لا يستمر العبث وتهميش الادوار.

رسالة مضمونة الوصول الى الوالي الجديد قبل ان يتسلم مهامه الوالي السابق فشل فشلا دريعا في هذه النقطة واختلط الحابل بنابل في دائرة الاعلام ولم نعد نعرف من هو الصحفي ومن هو المتطفل”. هذا تقييم وشهادة لها قيمتها من خبير عايش مسؤولين وحكّام على مرّ تجربته الثريّة لذلك فالأخذ بها هو تسليم بأن الوضع متفاقم في ما يتعلّق بإدارات ومكاتب الإعلام والإتصال بمقرات الولايات والمعتمديات والبلديات وباقي مؤسسات الدولة الجهوية والمحليّة وممثلياتها، حقيقة لم يكشفها ويعاينها الأستاذ الحرشاني فحسب بقدر ما تشخص حاليا لعيان كلّ مسؤول وصحفي وحتّى المواطن العادي الذي يمثل عنصرا ومكوّنا من مكونات الرأي العام التونسي.

الإعلام والإتصال الرسمي على المستويين الجهوي والمحلّي في حالة يرثى لها ولا تشرّف تونس الدولة ذات التاريخ والسيادة وصاحبة النّظام والتنظيم، فقد اختلط الحابل بالنّابل فعلا حيث يؤتى ببعض من يكلفونهم بمهمّة الإشراف على عمليّة الإعلام والتواصل مع الصحفيين ومع المواطنين دون أن يكون لهؤلاء “المكلفين” أدنى معرفة بالمهنة ومتطلباتها، فقط يؤتى بهم لمزيد تضييق فضاء العمل الضيّق أصلا ومزيد اعتماد النفقات بشكل مجاني يكلّف بلادنا أموالا طائلة هي في الوقت الراهن في غنى عن صرفها والتي كان حريّا أن تصرف لتسوية وضعيات المكلفين بالإعلام والإتصال العمومي من أبناء المؤسسة أنفسهم الذين يعانون معاناة وتهميشا متواصلين.

ما من شكّ في أنّ الحكومة تريد أن تنجح في إنجاز برامجها ومشاريعها ونحن جميعا نرغب رغبة شديدة في ان تنجح من أجل أن تتطوّر بلادنا وترتقي دولتنا ويترفّه شعبها وخاصّة شعب في الجهات الداخلية والمناطق النائية والحدودية والمحرومة و شعب الأحياء الشعبيّة.

لكن رغم المجهودات التي تبذل فإنّ نسبة عالية منها لا تظهر ونسبة أعلى من العمل الحكومي في الجهات لا يتكشف للعيان ويظلّ الأداء ضعيفا واهنا ومترهّلا وكلّ ذلك سببه الفشل الإعلامي والإتصالي للمسؤولين الجهويين وفي مقدمتهم الولاّة، هؤلاء الذين مازالوا غير مدركين لطرق التوظيف الإيجابي لمكاتب الإعلام والإتصال بمقرات ولاياتهم والإستئناس بأشخاص من خارج المؤسسة لتكون الكبوة والنكسة والمآل في نهاية المطاف فشل في الأداء وعدم رضا من الحكومة وتحوير عاجل.

وتبعا لما تقدّم فإنّ دوائر القرار في الدولة وفي الطليعة رئيس الحكومة السيد الحبيب الصّيد معنيّون اليوم بفضّ هذا الإشكال بل المعضلة التي تحول دون تحقيق الإنجازات المنشودة، على أنّ البدء والمنطلق يكون برفع المعاناة وإزاحة الضيم عن المكلفين بالإعلام والإتصال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق