متابعات اعلامية

الجذور والهوية ومواجهة الافروسنتريك

الدكتور فرج احمد فرج – مصر

انتظمت أمس السبت بنقابة الصحفيين المصرييين ندوة صحفية ” الانثروبولوجيا والهوية المصرية” للرد علي مؤامرات منظمات الافروسينتريك.

ولقد جمع النقاش كل من الاستاذ محمود الشيخ سكرتير عام رواد النقابة والاستاذة حياة ابو الغيط الاعلامية والمذيعة باذاعة القاهرة الكبري الباحث في الانثروبولوجيا فرج احمد فرج .
في بداية التعريفات اوضح ان :

دراسات المجتمع هي مجال اكاديمي يستند إلى علم الاجتماع والانثروبولوجيا ومناهج البحث الاجتماعي لوصف الأعراق البشرية وملاحظة المشارك في دراسة المجتمع. في البيئات الأكاديمية حول العالم، تتخذ دراسات المجتمع وجوهًا مختلفة فهي إما تخصص فرعي علم الإنسان أو علم الاجتماع أو تخصص مستقل، كما أنه عادة ما يكون تخصصًا متداخلاً يتم تكييفه للاستخدام في تطبيقات معينة بدلاً من أن يظل آراء نظرية بحتة. في بعض الأحيان، يتم ضم دراسات المجتمع إلى مجالات أخرى مثل «دراسات الحضر والمجتمع» أو «الصحة ودراسات المجتمع» أو “لأسرة ودراسات المجتمع”
عادة ما تفترض دراسات المجتمع مثل علم الانسان ” الانثروبولوجيا”سمي في بداية الامر ب الاستعمارية
وهدف الاستعماري التواجد في مجتمعات قائمة بذاتها ومتجانسة نسبيًا تمثل القبائل البدائية تقريبًا ويمكن دراستها على اعتبارها كل لا تتجزأ. ومن هذا المنظور، كانت دراسات المجتمع مؤثرًا رئيسيًا على الطائفية والشيوع بداية من النطاق المحلي إلى العالم وما بينهما.
ركزت مناهج دراسات المجتمع أيضًا على علم الإنسان، لاسيما الانثربوبولوجيا الثقافية ، حيث تحدد بعض البرامج كشرط أساسي لها معرفة خلفية المجتمع والسياقات التاريخية له بالاستقاء من الاكتشفات الاثرية والأسس النظرية للوصول إلى معرفة التنظيم الاجتماعي وشكل المجتمع في التاريخ القديم وفترة ما قبل التاريخ. وتمثل النظريات المتصلة بما يعرف بـ”الثورة النيوليثية ” مثالاً لدراسة متعمقة في كيفية نشأة مجتمعات الصيد وجمع الثمار وأماكنها وأسبابها.
يحق أن نتساءل: ما الأنثروبولوجيا؟ وما الذي يميزها عن علم الاجتماع أو الجغرافيا أو الفلكلور؟ تتخصص الأنثروبولوجيا فى الدراسة المقارنة للبشر من وجهة نظر اجتماعية وثقافية وأحيانا بيولوجية. وهي تركز على الجماعة لا الفرد، أو على الأصح تركز على الفرد المندمج فى الجماعة.

وما بين الفرد والجماعة نجد المؤسسات التي توفق بين أفراد بمجموعة من المعايير الثقافية التي تتخلل المؤسسة، وعلى سبيل المثال: العائلة أو الجامعة. وتتعامل الأنثروبولوجيا باعتبار المؤسسات المتعددة التي تعكس النسق الاجتماعي أو المعايير الثقافية تتراسل مع بعضها بحيث إن كل مؤسسة تساهم فى فهم المؤسسات الأخرى وإدراكها . إلا أن الجماعات تتشكل من أفراد، وأفعال الأفراد تأخذ بنظر الاعتبار وفى آن واحد الإطار وتعديل هذا الإطار أحيانا، فما من أحد أسير الإطار.
وعن الجذور والاصول والهوية وضح:
أول دولة في العالم لها تاريخ مكتوب، ولها نظم ثابتة ولذلك اعتبرت بكافة المعايير أُما للحضارات الإنسانية. إن لمصر دورها الحضاري والتاريخي والديني حيث كانت المكان الذي احتضن الأنبياء، والأرض التي سارت خطواتهم عليها، فجاء إليها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام وتزوج من السيدة هاجر، وجاء إليها يوسف عليه السلام وأصبح فيها وزيرا وتبعه إليها أبوه يعقوب، ودار أعظم حوار بين الله عز وجل وموسى عليه السلام على أرضها، وإلى مصر لجأت العائلة المقدسة السيدة مريم العذراء والسيد المسيح طفلاً ويوسف النجار وقاموا برحلة تاريخية مباركة في أرضها، وقد اختار الله سبحانه وتعالى مصر بالذات لتكون الملجأ الحصين الذي شاءت السماء أن يكون واحة السلام والأمان على الدوام وملتقى الأديان السماوية.

لقد تتابعت على أرض مصر حضارات متعددة فكانت مصر مهدا للحضارة الفرعونية، وحاضنة للحضارة الإغريقية والرومانية ومنارة للحضارة القبطية، وحامية للحضارة الإسلامية.
المصري، واحد من اقدم أجناس الأرض، ولاجدل في أن الأنسان المصري يسبق فجر التاريخ المكتوب بقرون، ولكن من المُسلم به أن مصر ليست منشأ الأنسان الأول على الأرض، فلابد وأن هذا الأنسان جاء مهاجرا لها من اجزاء أخرى من الكوكب، والسؤال الذي يطرح نفسه دائما من أين جاء السكان وما هو أصل الجنس البشري المصري؟
ظهر الإنسان في مصر في عصر البلايستوسين في العصر المطير على اقل تقدير، ومنذ أوائل العصر الحجري القديم وتظهر مصر كجزء معمور بجماعات بشرية تسكن في مناطق مختلفة من الوادي، وهذا ما تبرهن عليه الأدوات الحجرية وبقايا المساكن التي تركتها تلك الجماعات البشرية، وإن جهلة الناحية الأنثربيولوجية لهذه الجماعات التي لم نعثر لها للأسف على بقايا جثمانية أو جماجم تبين الحالة التشريحية والوصف الأنثربيولوجي لها، وأقل ما يمكن أن يقال في هذه الناحية من قبيل التنظير والتوقعات والتكهنات العلمية، ولا تتكاثر البقايا الجثمانية للأسف إلا في العصور التاريخية، أي حيث يصعب تحديد الأصول الأولى للسكان والسلالة البشرية بدقة، وكذلك أختلاف العلماء في تحديد أصل السلالة البشرية المصرية اختلاف يصعب توحيده أو التوفيق بين النظريات للوصول لأصل واحد أو مختلط للسلالة البشرية المصرية، مما يعني أنه يصعب تحديد أصل الجنس المصري في عصور ما قبل التاريخ أو ما يسمى عصر تكوين السلالات، أو فترة تكوين الأجناس، إذ تتكاثر النظريات المتعارضة مع قلة الأدلة اليقينية، فثمة أصل بشري يحاول العلماء نسب المصري الأول له مثل (البوشمن والزنوج والليبيون و الأسيويون والهلينيون والبلقان…الخ
ان الهوية تاخذ شكلين رئيسيين هما: –
1- الهوية الفردية: كل ما يمتلكه الفرد من سمات منتظمة ضمن مبادئ القيم والسـلوك الخاصه به التي تميزه عن غيره، وهذا النوع من الهوية يتمحور حول “الانا ” وهـو ذلـك الكائن الفردي اذ يكون هذا الكائن مزاجنا وطبعنا ووراثتنـا وممجمـوع الـذكريات والتجارب التي تشكل تاريخنا الخاص وتشهد على تفردنا وتميزنا وبالتـالي اختلافاتنـا (مقارنة بالغير” ، وعلى الرغم من سعي الفرد الى التميز والاستقلال ويته لكننا نجد في احيان كثيرة أنها تتاثر بالهوية الجماعية وتوجهتها عبر عملية التفاعل الـتي تتضـمن التعايش والاندماج مع باقي افراد هاتمع وأيضا مدى تاثر رؤيته في طريقة ادراكه مـن قبل الاخر، ونتيجة لذلك توصف هذه الهوية بأنها تمثل حالة” لشعور الشخص بالانتماء الى جماعة او اطار انساني اكبر يشاركه في منظومة القيم والمشاعر والاتجاهات والهويـة
اذا المعنى هي حقيقة فردية نفسـية تـرتبط بالثقافـة السـائدة ومع طريقـة التنشـئة الاجتماعية” . -٢
2- الهوية الجماعية: هي الصورة المتكاملة للعلاقات التفاعلية بين افراد المجتمع الواحـد التي تنعكس من الداخل نحو الخارج، ومن خلالها يمكن تمييز هوية جماعة او مجتمع ما عن الاخر عبر منظومة قيمهم وعاداتهم وتوجهاتها الفكرية والثقافية، ويرى البعض ان الهوية الجماعية هي” مظهر من الذات ناتج عن وعي الافراد بانتمائهم الى جماعات اجتماعيـة محددة و يعبر عنها من خلال الدلالة العاطفية لهذا الانتماء ونتج عنها اندماج وتموضـع الفرد في ظل محيطه الاجتماعي والذي يترجم عن طريق المشاركة في المؤسسات العامـة وهذه المشاركة تعد الالية الابرز ليمارس الفرد دوره المحدد اجتماعيا
من هنا تعد كلا الهويتين جزءاً مهما في عملية التفاعل الانساني التي تسـهم في تطـور وديمومة الهوية فكرا وسلوكا، ويمكن القول ان مفهوم الهوية بابسط صورة له هو مـزيج من الادراك الفردي والجماعي قائمة على أساس الحوار بين الذات الفردية والـذوات الاجتماعية ضمن منظومة من الانماط الفكرية والسلوكية، التي تشمل العقائد والقـيم الاخلاقية والاعراف والتقاليد المتجذرة تاريخيا وثقافيا لدى الفرد والجماعة، وعبر عملية التفاعل يتم التوافق على مجموعة معينة من تلك المنظومة تشكل الحد الادنى المشترك بين جميع الافراد الذين ينتمون الى مجتمع معين لتشكل طبيعة هويتهم ويتميزون بها عن باقي هويات المجتمعات الاخرى.
ثم شرح في توضيح مبسط بسؤال؟
ما حركة «الأفروسينتريك»؟
هى حركة عنصرية بغيضة توجد بشكل كبير فى الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية التى ينتشر بها بعض من الجماعات ذات الأصول الإفريقية.
وكرد فعل للتفوق الحضارى الغربى الحديث، ونتيجة لما عانى منه الأفارقة من استعباد وعنصرية واضطهاد فى الغرب، خصوصًا فى الولايات المتحدة الأمريكية؛ ونظرًا لعظمة الحضارة المصرية القديمة فى مواجهة حضارة الغرب الحديث، وكنوع من إثبات الذات والتفوق الحضارى، ادعى أصحاب تلك الحركة أن أصل الحضارة المصرية إفريقى فقط، وأن الأفارقة هم من بنوا الحضارة المصرية القديمة، وأن أجدادنا المصريين القدماء لا علاقة لهم بها، ولم يكن لهم أى دور فى بناء الحضارة المصرية القديمة العريقة. ويدعى أولئك أيضًا أن موطن المصريين القدماء الأصلى هو شبه الجزيرة العربية، وأننا تركناها إلى مصر، وهاجمنا الأفارقة، واحتللنا مصر، بلدهم، وطردناهم منها، وأننا- المصريين- دخلاء على الأرض وعلى الحضارة، كما يدعون جهلًا وعنصرية وكذبًا.
ويدعو أولئك المدعون إلى العودة إلى الجذور، أى العودة إلى وطنهم الأصلى، أى مصر، أرضنا الخالدة المباركة. وكى يوهموا العالم بصحة ادعائهم، يغيرون من شكل التماثيل والمناظر المصرية القديمة، ويظهرون وجوه المصريين القدماء بلون أسود للإيحاء بأن أصلهم إفريقى بكل كذب واحتيال. وينشرون تلك الصور ذات الوجوه السوداء فى كل كتاباتهم ومعارضهم بالخارج.
حركة الأفروسينتريك التى ظهرت من سنوات وتزداد انتشارًا ومدعومة من جامعات ومؤسسات أمريكية ومعادية. تصدر توصيات بأن الحضارة المصرية هى حضارة الأفارقة، وأنهم هم أصحاب الأرض المصرية، وأن مصر الحالية هى وطنهم الأصلى، مما يعنى أنهم هم بناة الحضارة المصرية العظيمة، وهم أصحاب أرض مصر، ويحق لهم العودة للأصل أو لجذورهم،
وعلينا أن نرد وندافع عن حقوقنا الواضحة ونواجه ادعاءاتهم الكاذبة.
والا نسمح لهم بمناقشة أصلًا بأن الحضارة المصرية إفريقية. و يجب أن نعقد مؤتمرًا علميًا عالميًا يضم العلماء المصريين والأجانب الثقات والمتخصصين فى التاريخ والآثار وعلم الإنسان للرد على أولئك الأدعياء، وفضح ادعاءاتهم الكاذبة ضد مصر العظيمة وحضارتها الخالدة، وتوضيح الحقائق التاريخية للعالم كله؛ وذلك لإيقاف نشاط حركة الأفروسينتريك المعادية ضد الحضارة المصرية. مصر القديمة هى التى علمت العالم.
وقد قام بدحض فريات بعض القبائل التي ادعت انها من اصول مصرية قديمة مثل اليوربا في نيجيريا ولاشانتي في غانا والدوجون في مالي ونوبا شمال السودان
وادعائات هجمة نيتفلكس ان كليوبتنرا زنجية سوداء والارمن ان نفرتيتي ارمانية والزنوج استخدمهم الفراعنة عبيدا في بناء الاهرامات واخيرا ادعاء اليهود انهم بناة الاهرام .
وخلصت الندوة بتوصية ان يكون هناك مجلس اعلي للمحافظة علي هويتنا الثقافية والفنية والاثرية .
وان ينعم الباحثين بوعي ودراسات كافية ومعاملتهم بشفافية وامدادهم بالمعلومات بصفتهم باحثين وليس شيء اخر وان نواجه تلك الفريات بالحقائق العلمية ونكون حائط ضد تلك الهجمات .

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق