آراءمنبرالراي

القمة العربية و وعود التشكل

حمدي رجب

نظرا لما ساد من توتر في المنطقة العربية و لما فيها من نزاع و صراع أدى الي أزمة خانقة متعددة الأصعدة و ما اختتام القادة العرب من رؤساء و ملوك و أمراء فعاليات القمة العربية الثانية و الثلاثون في جدة برئاسة المملكة العربية السعودية و على رأسها الولي العهد محمد بن سلمان ابن عبد العزيز الا دليل على تفاقم النزاعات و الصراعات بين الدول العربية و الجماعات المسلحة سواء كان في السودان و سوريا و اليمن و لبنان و ليبيا و مواجهة التحديات الكبرى في المنطقة العربية من خلال تداعيات الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية و غزو الفكر الكوني بالطريقة الأيديولوجية في المنطقة.

فقد اتخذت القمة شكل مخرجات أساسية للحد من الصراعات بكامل أوصافها و تحكيم العقل في كل قرار أحادي الجانب خاصة في دولة السودان و سوريا و الحرب الأهلية لتدمير كل أواصر النظم الديمقراطية و اتخاذ الشرعية الدولية كأساس لنزع المشاحنات و الصدمات التي تعود بالدول العربية إلى نظم مخترقة خارجيا و داخليا.

فمن وجهة نظرنا لابد من تفعيل هذه البنود و ممارستها على أرض الواقع دون أن تكون مجرد بنود في أبراجها العاجية خاصة تنمية الاقتصاد العربية و تحقيق سبل التبادل التجاري بين الدول العربية و الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا و الصين باعتبارهم أقطاب تجارية و صناعية على الصعيد الدولي و الاقليمي.

تعددت القمم و تنوعت من مكان في المنطقة العربية إلى مكان أخر و تشعبت الدعوات إلى حل يفصل بين الدولتين و إقامة دولة فلسطين و عاصمتها القدس الشرقية.

هذا ما أكدوه ابان القمة الجديدة في المملكة العربية السعودية. هذه الحلول يجب أن تكون ناجعة و ذو مردودية واسعة في نطاق إقامة استراتيجية واضحة المعالم في إطار دعم دولة فلسطين نحو الاستقلال و الانعتاق الجذري بقرارات جريئة مستحدثة قابلة لتسليط الضوء المقدسي في العالم أجمع في ظل ممارسة رشيدة و ناجزة تحت لواء الحرية و و العدل و الإنصاف.

ناهيك عن ما دار رحاه في القمة أثرى دعوة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي من قبل المملكة العربية السعودية دون استشارة القادة العرب.

طبعا و ليس تطبعا المملكة السعودية أرادت أن تفعل نظرية الأمر الواقع في هذه القمة نظرا لأن هناك من القادة العرب في تحالف مع القطب الشرقي أي روسيا و يمكن أن يرفض الدعوة و القمة تفشل في إنجازاتها و قد أرادت أن تلم الشمل لكف الاقتتال و سفك الدماء و الحرب الجاثم على الإنسانية و فتح مسار ديبلوماسي جديد بين المنطقة العربية و المعسكر الغربي و الشرقي في العالم.

الأصل في الأمور الصحة و العودة إلى الأخوة و التعاون العربي العربي و رفض كل أشكال التدخلات الخارجية في المنطقة و تنمية السبل الاقتصادية نحو إقامة سوق عربي حر و تبادل تجاري صناعي و تحقيق روابط ديبلوماسية عربية على صعيد الأمن القومي و الأمن الغذائي و الطاقي. عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية و حضور رئيسها بشار الأسد له تبعات و استتباعات عميقة من ناحية الضرورة و في وقت مناسب لأجل الدعم العربي العربي في كل المجالات و رفض التطاحن و التكالب على الحكم و إعادة التكافل العربي الحثيث.

و استقراءا لهذا الموقف فإننا نعيد بسط النفوذ العربي في المغرب و المشرق العربي و عودة الاستقرار بإعادة التوافق و التماثل العربي إلى ما قبل 11 جانفي أي قبل صدفات ثورات الربيع العربي بين قوسين و لكن بحلة جديدة.

نأمل من هذه القمة تنشأة جديدة بطريقة محكمة لبناء قوى سياسية اقتصادية اجتماعية لدعم الشعوب العربية ترتكز ضمن لواء الجيو ديبلوماسية عربية موحدة.

تغيير الخطاب السعودي في شأن الخلافات العميقة في الدول العربية التي توجت مليشيات مسلحة خارج عن نطاق قانون الدول و دساتيرها و منفصلة عن مبادئ الشرعية الدولية و قانون المجتمع الدولي.

فقدت عانت المنطقة العربية الأمرين من خلال هاته المليشيات المسلحة مثل داعش و الإخوان الذين هتكوا بالبلاد و أريقت الدماء و هتكت فيها المحارم و ضعفت فيها الدول اقتصادية و اجتماعيا و روعت فيها الشعوب العربية أكيد أن الخطاب سيتغير برأي محكم و رشيد. ولأن المملكة العربية السعودية لها إرث حضاري و تاريخي و هوية متجذرة أكيد ستعود إلى قرارات عقلانية و رصينة.

و الحال أن النظام العالمي يتشكل من حول إلى حول و تغيرت التحالفات الإقليمية و الدولية مثل التقارب السعودي الإيراني بواسطة صينية و أصبح العالم يضم أقطاب جيو سياسية و اقتصادية عكس ما كان عليه العالم في عولمة متوحشة و صراع الهويات ضمن مفهوم الكونية النافذة في الأنية العالمية . سبق و ان قلنا كنا نعيش في ظل عالم ما قبل فيروس الكورونا بعالم يسمى قومية العولمة و اليوم تغير المشهد و أصبح يسمى المواطنة العالمية في فكر الأقطاب من الناحية الفلسفية.

تونس و الجزائر مواقع استراتيجية تطل على البحر الأبيض المتوسط و شركاء متميزين مع الاتحاد الأوروبي و الصف المغاربي العربي.

لقد فهم الرئيس التونسي قيس سعيد مفهوم تشكل العالم و قد سبق بسطه في حوارنا الدور العربي مطالب بتأسيس نموذج عربي يعادل قوى الاتحاد الأوروبي في النماذج الاقتصادية و تنمية مستدامة من حيث الفكر و دعم الهوية العربية و ترسيخ القرار العربي على أساس السيادة الوطنية و عودة القرار و الرأي أمام القوى الدولية و الاقليمية.

وقد رأينا من خلال مقترحاتنا اليوم يجب إقامة نموذج عربي يرتكز على عملة عربية موحدة و إنجاز قاطرة طرق و جسور تطل على العرب قاطبة و تفعيل اقتصاد و سوق موحد هكذا تكون العرب مثل ما قام عليه الاتحاد الأوروبي و الاتحادات العالمية.

صفوة القول ان ما يجوس في ذهن كل انسان عربي أن الحياة طلب للكينونة نحو الأفضل و الأرفع و قد تدعمت من خلال ما أقره الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من ضرورة تنظيم ندوة عربية حول الأمن الغذائي بمشاركة خبراء و باحثين عرب.

طبعا هام جدا تفعيل هذه الندوة لأن الأمن الغذائي له أولوية كبرى في تحقيق النماء الاقتصادي و ارتفاع مؤشرات النظام الائتماني في الدول العربية فهو يسهم مساهمة فعالة في تنمية النسيج الاجتماعي و تنمية العملة الصعبة في البلاد العربية. اظافة إلى تكريس ندوات تهم الأمن الطاقي و الطاقات المتجددة و لأننا لدينا خبراء من خيرة ما وجد في العالم لهم كفاءة عليا قادرين على تنمية الاقتصادات و الأسواق العربية نحو الصعود إلى أعلى القمم الشماء ناهيك عن ضرورة تفعيل نظام الحماية الاقتصادية و صعود الاقتصاد الرقمي بتكنولوجيا حديثة قادرة على مواكبة النمذجة في نطاق العلم ضمن ضمانات قانونية

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق