الأدب

كتاب “القطيعة” لهالة الوردي قراءة في استغلال الدين للوصول الى الحكم في المخيال الاسلامي زمن حكم الخلفاء الراشدين

لتتناول الكاتبة هذه الفترة بالنقد ساعية الى تصحيح المسار التاريخي لها ،على اعتبار ما يتداول من ان فترة حكم الخلافة الرّاشدة كانت حقبة تاريخيّة مثاليّة لتؤكّد أنّ نصوص التّراث الاسلامي القديمة تكشف عن واقع مغاير تماما لهذا التّصور الطوباوي حيث تروي هذه النّصوص تفاصيل الانشقاقات و القطيعة المبكّرة التي ظهرت في صفوف الصّحابة بعد سويعات قليلة من وفاة الرّسول .

و حتى قبل أن يوارى التّراب مؤكّدة ان الصحابة المقرّبين للرسول وحال وفاته دخلوا بسرعة في صراع مفتوح حول الخلافة عبر الخيانات و المؤامرات و الاتّفاقات السرّيّة و التهديدات و العنف واستعمال كل الوسائل كانت متاحة في سباقهم الشّرس نحو الحكم وقد استندت صاحبة هذه الرؤية ضمن مؤلفها المذكور الى عدد من الرّوايات القديمة التي تسرد ما دار بين الصّحابة لدى اجتماعهم في سقيفة بني ساعدة.

حيث وقع استغلال الدين و توظيفه لخدمة الطّموح السّياسي. فبعد صدور كتابها “الأيّام الاخيرة لمحمد”مازالت الدكتورة هالة الوردي واستنادا لنصوص التّراث الاسلامي القديم تبحث ومن خلال كتابها الجديد في طيّات و خبايا التّراث الإسلامي القديم السّنيّ والشّيعيّ سعيا منها الى كشف المسكوت عنه واعادة قراءة الفترة المؤسسة في تاريخ الإسلام .

جدير بالذكر ان كل الشّخصيات الموجودة في هذا الكتاب هم من أهمّ الرّموز الإسلاميّة و أكثرها تأثيرا في التّاريخ على غرار أبو بكر الصّدّيق خليل الرّسول و أقرب صحابته و عمر بن الخطاب الصّحابي ذي الطبع الحادّ و الشّخصية الفاعلة و عليّ بن أبي طالب ابن عمّ و صهر الرّسول القريب لقلبه و فاطمة ابنة الرّسول التي قال عنها إنّها “بضعة منه” و التي ماتت غاضبة بعد أسابيع قليلة من وفاة أبيها في ظروف غامضة .

و بعد أن نطقت بلعنة مدويّة ضدّ صحابة أبيها الذين حرموها من ميراثها لتدور بين كل تلك الشّخصيات و غيرها وبين دفتي هذا الاصدار الجديد للدكتورة هالة الوردي أحداث مأساة إغريقيّة حقيقيّة مازال العالم الاسلاميّ يعيش تحت وطأة تأثيرها ذلك أنّه وراء الخلافات التي نشبت بين الأشخاص تحدّد مصير الإسلام و مصير العالم بأسره. 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق