الأدبالفكر

قصة روح عارية للكاتب المصري سمير لوبه

يلملم الليل عباءته السوداء ، يهجرني النوم ، ينتابني حنين يغلفه الشجن ؛ فهممت أفتش في صندوق ذكرياتي وأوراقي القديمة التي استحالت لاصفرار ، أقلبها فأقرأ عليها تاريخا شهد تمردي وعنفواني ، تتحسر روحي على عمر فات ، لم أعرف فيه ماذا أريد ، وعمَّ أبحث .

  • ما بالي اليوم أفتش في خرائب الذاكرة ؟ ما تلك الرغبة الملحة في تأنيب الذات ؟ ماذا يفيد ذلك في رجل تعذبت روحه ؟ سحقا لعذاب الروح يفوق عذاب الجسد بسنين ضوئية .
    تقع عيني على صورتها ؛ يفوح شذاها يملأ أنفاسي ، ما زلت أحس ملمسها ، وثورة رغبتي حين أسرت جسدها النافر المتمرد ، أحببتها ولم أحب سواها ، جعلتني أسيرا لحبها ، منحتها قوتي فما أخذت إلا صدا وإغفالا ، صرت أرى بعينيها ، أتكلم بلسانها ، لم أستفق إلا وأنا قعيد كرسي متحرك ، بعد أن رأيتها بعيني تخون …
  • وماذا كنت تنتظر مني ؟
  • أأمنحك الحب فتردين بالقسوة ؟
  • أريد من يمنحني القسوة . الحب للمرضى .
  • أنت وهم .. أنت فانية …
    ترن ضحكتها عالية تهزني بلا شفقة أو هوادة
  • أنا بلا روح
  • لقد جعلتك تذوقين مذلتي ، فلتتذوقي الآن تمردي وثورتي
    بابتسامة ساخرة :
  • ألا ترى حالك كيف صارت ؟ سرت في ظلي ؛ فلم يجد في أثرك صاحب .
    يشق آذان الفجر السكون المطبق ، أتحامل على نفسي ، تملأ العزيمة روحي ، تنطلق في قلبي ابتهالات وأناشيد ؛ فتنبعث الطاقة في أوصالي ، أفتح جواز سفري ، أتأمل موعد السفر ، الغد موعد سفري ، تثب روحي كالطفل ليلة العيد ، أحتضن ملابسي البيضاء متمتما :
  • لبيك اللهمَّ لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك …

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق