الفنون

التراث الشعبي: أبعاد جمالية واذواق متجذرة

سارة عبدالله
يتميز كل مجتمع بموروثه الشعبي الذي يحدد ملامح تجذره في كل بقاع الأرض،وللتراث الشعبي ميزة هامة في في خلق أبعاد جمالية في الفنون الإنسانية التي تمتزج بتصنيفاتها شعرا، أدبا، موسيقى وفنا.
 
الملتقى العربي للتراث الشعبي في دورته الأولى ملتقى إبداع احتضنته ولاية قفصة لتتواصل فعالياته على مدى4 أيام وبمشاركة وفود عربية من الجزائر،ليبيا، المغرب، الأردن، مصر،تونس وفلسطين.
حفل انطلاق هذا العرس العربي كان تحت إشراف والي الجهة منذر العريبي، المعتمد الاول،المدير الجهوي للثقافة بالولاية ،رئيس الجمعية التونسية للثقافة احمد العباسي ومدير الملتقى رضا العبيدي وبعرض شريط وثائقي حول أبرز المواقع السياحية والأثرية بالبلاد التونسية مرفوقا بوصلة موسيقية تلتها كلمة ترحيبية لرئيس الجمعية آنفة الذكر ووالي الجهة واللذان رحبا بالضيوف العرب الذين شرفوا تونس،لتتعالى اهازيج الاغاني التراثية مرفوقة بالات موسيقية منها “القصبة” على اوتار العازف مصطفى الكريبي و المغنية البدوية سعيدة الهاني،،ليثرى الحفل مباشرة بقصائد من عمق التراث الوطني الزاخر وببصمة الشاعرة التونسية حليمة بوعلاق .
تفاعل الضيوف العرب بقاعة مؤتمرات المركز الثقافي علي جيدة بالجهة كان كبيرا مع تنوع برنامج الملتقى الثري والذي كرم ثلة من الشعراء والفنانين وصولا لاختتام اليوم الأول بسهرة غنائية مع أيقونة الجنوب الغربي زهرة الاجنف.
 

 
 
اليوم ايضا تواصل العرس الاحتفالي الثري من خلال جلستين علميتين خلال الحصة الصباحية راوحت مداخلات المشاركين العرب فيها بين التراث الثقافي غير المادي الغربي (الدكتور صالح الفلاحي من تونس) والموروث الشعبي بين التداول والتوثيق ( محمد رمصيص من المغرب) ،لتكون المداخلة الأخيرة فرصة للوقوف على خصائص التراث اللامادي ودوره في تاريخ الواقع الثوري للفترة الاستعمارية بالبلاد التونسية عبر نصوص الاغنيه البدوية.
 
 
لتتضمن الحصة المسائية مداخلات الضيوف العرب بأشعار متنوعة رفعوا الستار من خلاله عن مدى تأثير الشعر الشعبي المغاربي والشفوي غير تكنولوجيات الاتصال الحديثة. عكاظيات شعرية كان عنوانا بارزا في برنامج الأمسية ايضا مع معزوفات موسيقة مصاحبة على آلتي الناي والعود،ماجعل الاهازيج والزغاريد تؤجج القاعة من جديد مع أصوات المغنية البدوية مشرية قوادرية وابراهيم الهامل. هذا الملتقى الزاخر والثري من نوعه أعلن عن إعطاء شارة تأسيس الرابطة العربية للثقافة الشعبية والتي سترأسها تونس لتكون منها بوابة يمتد عبرها التراث الشعبي والشعر العربي والبدوي في كل شبر من تونس والدول العربية ،التي تظل تفتخر ببيئتها وبتجذر موروثها الثقافي عبر الزمن.
 
 
 
 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق