حوارات

الدكتور حبيب حسن اللولب : أتوقع عدوانا جديدا من فرنسا والحلف الأطلسي على ليبيا بحجة محاربة داعش

كيف يمكن أن نقيم إنتفاضة  فيفري 2011  في ليبيا ؟

إنتفاضة فيفري 2011  في ليبيا أثرت على الدولة ومؤسساتها وفككت النسيج الاجتماعي و ساهمت في انتشار السلاح وهيمنة المليشيات والكتائب المسلحة  على مفاصل المجتمع الليبي بشكل يكاد يكون نهائيا، كما ترتب عن هذه الانتفاضة التي كانت منتظرة  من قبل أغلبية الليبيين حالات عميقة من عدم الاستقرار وانعدام الأمن ونتائج بالغة التعقيد لعل من أبرزها  ظهور الجامعات الدينية المتشددة التي لا تؤمن البتة بضرورة الحوار وتحكيم آليات الديمقراطية وقوانينها  والقبول بالاختلاف وبمبادئ العيش المشترك .

تداعيات الأزمة الليبيةبين الديمقراطية…والفوضى

هل وظفت الأمم المتحدة كل جهودها لحل الأزمة السياسية في ليبيا  ؟

يمكن أن نعتبر أن تدخل الأمم المتحدة في ليبيا ضعيف جدا والملف الليبي لايحظى بالاهتمام الكافي  وهو بيد الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة لا تتدخل إلا بإيعاز  منهما لسن القوانين والتشريعات والوصاية  نحن نعرف أن الملف الليبى بيد المبعوث الاممي برناردينو ليون السابق الاسباني والذي أفادت التقارير بتورطه وتلقيه الرشوة وله أجندة غير محايدة وفشل فشلا ذريعا في كل المفاوضات  والوساطات  وليس له دراية جيوسياسية بالمنطقة وقد تم عزله  وتعيين مبعوث جديد الدبلوماسي الألماني المخضرم مارتن كوبلرالذي نستبشر به خيرا ويعيطنا بصيص من الأمل بان الملف سيعرف حلحلة وتشكيل حكومة وعودة السلام والاستقرار  .

ماهو رأيك في الأحداث الأخيرة التي جدت في فرنسا؟

 نحن كمسلمين نندد ونستنكر  هذه الأحداث التي جرت في فرنسا  والتي راح ضحيتها مسلمين أيضا وندينها ونعتقد جازمين أن الإسلام بريء منها وأنها عمل آخر للمخابرات الغربية يحمل بصماتها وتوقيعها وهو ظاهر للعيان وقد تم التغرير بالشباب من أصول مغاربية وعربية من الجيل الثالث للمهاجرين لتبرير عدوان جديد وخدمة أجندات ومشاريع الهيمنة الغربية  ولتهيئة الرأي العام الفرنسي لحدث قادم ونقيس على ذلك أحداث  سبتمبر2001 بأمريكا جاءت لتبرير غزو أفغانستان والعراق و لتقبل النتائج .    

هل تتوقع ردود فعل من فرنسا والحلف الأطلسي على ليبيا بحجة محاربة داعش؟

نعم أتوقع عدوانا جديدا من قبل فرنسا والحلف الأطلسي على ليبيا بحجة محاربة داعش والتي اصدرت بيان تتبنى هذا العمل البربري الجبان وكما نعرف فداعش هي بيدق من بيادق المخابرات الأمريكية والأوروبية وهي مخترقة  وفرنسا تاريخيا لها عقدة مع كل ما هو عربي ومغاربي وإسلامي.

لماذا دائما توجه الاتهامات للجالية المسلمة في عمليات إرهابية في فرنساو غيرها من الدول الغربية ؟                     

الكثافة السكانية للجالية المغاربية سواءا كان تونسيا أوالجزائر أومغربيا  أوغيرها أصبحت تهدد فرنسا بسبب وارتفاع الخصوبة في أوساطها وهي رافضة لاندماجها ولم تسن قوانين تساعد على ذلك على غرار ألمانيا وانكلترا وكندا ولهذا نجدها تختلق أسباب وذرائع للتنكيل بها وتشويهها على عكس  دول أخرى.  

بعد الإحتجاجات الأخيرة للفرنسيين لطرد المسلمين  ما مستقبل جاليتنا العربية في فرنسا ؟

يجب أن لا ننسى بأن فرنسا هي ربيبة وبنت الكنسية وهي التي تعتنق المذهب المغالي والمتزمت وصراعها مع الإسلام صراع ثقافي وحضاري وإنها متخوفة منه بسب تزايد دخول الفرنسيين فيه.

الحرب قادمة …وحان وقت تسخين الطبول

بما تفسر الهجمات الإرهابية المتتالية في فرنسا دون غيرها من الدول الأروبية؟      

هذا دلالة على إن الحرب قادمة وحان وقت تسخين الطبول وتهيئة الرأي العام الفرنسي لتقبل النتائج والخسائر لأن الغارات الجوية لا تحسم المعركة  بل لابد من تدخل بري من منطقتين من تشاد ومصر علما إن  الجزائر وتونس ترفضان التدخل العسكري  وان حل  القضية الليبية سياسيا بالحوار الليبي -الليبي وهذا التدخل سيفشل مثلما فشلت المشاريع السابقة بسبب فيتو الجزائر. وهي الدولة  الرافضه للتدخلات وأحيطك علما لولا الجزائر لاكتسح الجنرال السيسي ليبيا ويضرب عصفورين بحجرة واحدة..

حل أزمة الطاقة والهاء الرأي العام المصري ولولا  ايضا الجزائر وحكمتها ودبلوماسيتها المتميزة لرأينا ظهور دول في الجنوب الليبي دولة للطوراق ودولة الأمازيغ البربر… وهي واقفه بالمرصاد لكل هذه المشاريع لأنها أولا تهدد الأمن القومي الجزائري والجزائر معنية بهذه المشاكل ومقصودة بها وهذه القوى الامبريالية تسعى لجر الجزائر

إلى هذه الفوضى الخلاقة والفتنه وطمعا في الثروات الجزائرية وليس بعيدة عنا إحداث غرداية  والتى اكتشف تورط بعض الإطراف الأجنبية  مثل فرنسا ودول أخرى.

هل تعتقد أن الصراع الأمريكي الروسي هو صراع ينضوي ضمن أجندات أجنبية بمقابل ومصالح مادية؟                   

الإرهاب مصطنع وأصبح حرفة ومهنة ونحن في تونس لا يوجد لدينا إرهاب بل هنالك منظمات إرهابية مجرمة تنفد أجندات أجنبية بمقابل ومصالح مادية وهي تحت الطلب للقتل والإجرام لتبرير أعمال الإرهاب.

ليس هنالك صراع بل تدوير الأدوار ومسرحية  وضحك على الأذقان  بين امريكا وروسيا ودليلنا على ذلك ان  الطائرات الروسية تقتل الأبرياء وتقنبل الحركات المسلحة المعتدلة بينما الحركات المتطرفة مثل داعش لاتضربها، بل تنزل عليها الطائرات الأسلحة والمواد الغذائية لتساوم بها وتبتز بها دول الخليج العربي ماديا ومعنويا.. هنالك أجندة واحدة هي تدويرالأدوار ولا فرق بين امريكا وروسيا.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق